حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 75 - الجزء 2

  ٣٩٢ - قِفَا قَلِيلاً بِهَا عَلَيَّ، فَلاَ ... أقَلَّ من نظرة أزودها

  ويجوز رفع «أقل» على أن تكون عاملة عمل «ليس».

  وتخالف «لا» هذه «إِنَّ» من سبعة أوجه:

  أحدها: أنها لا تعمل إلا في النكرات.

  الثاني: أن اسمها إذا لم يكن عاملاً فإنه يُبنى، قيل: لتضمنه معنى «من» الاستغراقية؛ وقيل: لتركيبه مع «لا» تركيب «خمسَةَ عَشَرَ»، وبناؤه على ما يُنصب به لو كان معرباً؛ فيُبنى على الفتح في نحو: «لا رَجُلَ، ولا رجال»، ومنه: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ}⁣[يوسف: ٩٢]، {قَالُوا لَا ضَيْرَ}⁣[الشعراء: ٥٠]، {يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ


  يا حادي عيرها وأحسبني ... أوجد ميتا قبيل أفقدها

  بانوا بخرعوبة لها كفل ... يكاد عند القيام يقعدها

  يا عاذل العاشقين دع فئة ... أضلها الله كيف ترشدها

  قوله: (قوله أقل) اسم لا والخبر محذوف ومن نظرة معموله وقوله: أزودها بفتح الواو صفة لنظرة أي آخذها زاداً منها وضميرها للمحبوبة لا لدارها خلافاً للدماميني. قوله: (وتخالف لا هذه إن) أي: وإن اشتركا في نصب الاسم ورفع الخبر. قوله: (أنها لا تعمل إلا في النكرات) أي: وإن تعمل فيها وفي المعارف قوله: (والثاني إن اسمها الخ) أي: بخلاف إن فإن اسمها دائماً معرب سواء كان عاملاً أم لا. قوله: (إذا لم يكن عاملاً) أي: نصباً ولا جراً ولا رفعاً قوله: (من الاستغراقية) تقدم أنها زائدة ومعناها توكيد الشمول في المسند إليه فصير نصباً بعد أن كان ظاهراً ووجه كونه متضمناً لمن أن قولك لا من رجل مفيد للاستغراق نصاً فلذا لا يصح بعدها بل رجلين ولا بل رجال، وأما قولك لا رجل في الدار فهو للنفي ولكن لا على سبيل النص فيصح أن تقول بل رجال وبل رجلان، ولما كان رجل بالفتح لا يصح أن يقال بعده بل رجل ولا بل رجلان علم أنه نص في الاستغراق، وأنه إنما أفاد النص في الاستغراق لتضمنه معنى من فالأصل حينئذ لأن رجل وأيضاً قولك لا رجل في جواب سؤال تقديره هل من رجل في الدار.

  قوله: (لتركيبه مع لا) لكونها للنفي الذي لا بد له من منفي وهو معنى اسمها


٣٩٢ - التخريج: البيت في (ديوانه ٢/ ١٩).

اللغة: قفا: توقفا يا حاديي عيرها (إبلها).

المعنى: يا قائدي إبلها توقفا قليلاً عندي، فحرام أن لا أتزوّد منها بنظرات الوداع، فهل هذا كثير علي؟!