القسم الثاني: اللام الزائدة
  لَكُمْ}[الأحزاب: ١٣]؛ وعلى الياء في نحو: «لا رَجُلَيْنِ»، و «لا قَائِمينَ»، وعن المبرد أن هذا معرب لبعده بالتثنية والجمع عن مشابهة الحرف؛ ولو صح هذا للزِمَ الإعرابُ في «يا زَيْدَانِ»، وَ «يا زَيْدُونَ» ولا قائل به؛ وعلى الكسرة في نحو: «ولا مُسْلِمَات» وكان القياس وجوبها ولكنه جاء بالفتح، وهو الأرْجَحُ، لأنها الحركة التي يستحقها المركب، وفيه رد على السيرافي والزجاج إذْ زَعَمَا أن اسم «لا» غير العامل معرب، وأن ترك تنوينه للتخفيف.
  ومثل «لا رجل» عند الفراء «لا جَرَم»، نحو: {لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ}[النحل: ٦٢]، والمعنى عنده: لا بُدَّ من كذا، أو: لا مَحَالَةَ في كذا، فحذفت «من» أو «في»؛
  فللارتباط بينهما جعلاً كشيء واحد. قوله: (وعلى الياء الخ) أي: المثنى وجمع المذكر ينصبان بالياء فيبنيا عليها. قوله: (إن هذا) أي: ما ذكر من المثنى والمجموع فتقول إنها منصوبان بالياء. قوله: (عن مشابهة الحرف) أي: الذي تضمنه معناه. قوله: (ولو صح هذا الخ) أي: ما قاله من الإعراب لبعده بالثنية الخ للزم الإعراب الخ، وحاصله أن المثنى والمجموع في باب النداء يبني على ما يرفع به اتفاقاً الألف وهو في المثنى والواو في المجموع، ولو صح ما قاله أن المثنى والجمع معرب في باب لا للزم الإعراب لهما في باب النداء فكانا ينصبان بالياء لأنهما مفعولان لأدعو والإجماع على عدم إعرابه فبطل ما قاله. قوله: (للزم الإعراب في يا زيدان ويا زيدون) أي: لبعد شبههما بالتثنية والجمع من كاف الخطاب في أدعوك التي حلا محلها قوله: (على والكسرة) وبعضهم ينونه مع الكسرة نظراً إلى أن التنوين للمقابلة لا للتمكين والجمهور يحذفونه لشبهه بالتمكين. قوله: (وكان القياس) أي: لما علمت من أن اسم لا يبنى على ما ينصب به وجمع المؤنث الثالث ينصب بالكسرة فكان القياس وجوب بنائه على الكسر مع لا. قوله: (لأنها الحركة الخ) أي: أن لا مع اسمها ركبت تركيب خمسة عشرة والمركب يستحق الفتح فتقول لا مسلمات بالكسر ملاحظاً أن الأصل إعرابه بالكسر بالفتح نظراً لكون المركب يستحق الفتح. قوله: (يستحقا المركب) أي: لثقل التركيب فاستحق التخفيف بالفتح. قوله: (وفيه رد) أي: في الفتح في جمع المؤنث السالم رد ووجه الرد أنه لو كان اسم لا معرباً كما قالا لكان مسلمات ونحوه من جمع المؤنث لم يفتح لأن جمع المؤنث السالم إنما ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ولا يفتح أصلاً ففتح له دليل على أنه مبني ويقويه عدم التنوين ويقاس على جمع المؤنث غيره مما كان الإعراب ظاهراً فيه كالمفرد والمثنى والمجموع.
  قوله: (عند الفراء) أي: القائل ببناء اسم لا على الفتح إذا كان مفرداً فيقول لا نافية وجرم اسمها مبني معها على الفتح، وقوله أن لهم النار في محل جر بمن أو في محذوفة وخبر لا محذوف أي حاصل ومستقر، وقوله من أن لهم الخ ظرف مستقر متعلق بجرم. قوله: (أو لا محالة في كذا) ضمن محالة معنى الشك والتردد. قوله: (فحذفت من) أي: