حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 77 - الجزء 2

  وقال قطرب: «لا» رَدُّ لما قبلها، أي ليس الأمر كما وصفوا، ثم ابتداء ما بعده، و «جرم»: فعل، لا اسم ومعناه وجَبَ وما بعده فاعل وقال قوم: «لا» زائدة، وجَرَمَ وما بعدها فعل وفاعل كما قال قطرب؛ وردَّه الفراء بأن لا لا تزاد في أول الكلام؛ وسيأتي البحث في ذلك.

  والثالث: أن ارتفاع خبرها عند إفراد أسمها، نحو: «لا رَجُلَ قائم» بما كان مرفوعاً به قبل دخولها، لا بها، وهذا القول لسيبويه، وخالفه الأخفش والأكثرون؛ ولا خلاف بين البصريين في أن ارتفاعَهُ بها إذا كان اسمها عاملاً.

  الرابع: أن خبرها لا يتقدَّمُ على اسمها ولو كان ظرفاً أو مجروراً.

  الخامس: أنه يجوز مراعاة محلها مع اسمها قبلَ مُضِي الخبر وبعدها؛ فيجوز


  على جعل جرم بمعنى لا بد لأنه يتعدى بمن وقوله أو في أي إذا جعلت جرم بمعنى محالة لأنه يتعدى بفي قوله: (رد لما قبلها) أي: وهو قولهم إن لهم الحسنى أي الجنة فيصح الوقف عليها والابتداء بجرم قوله: (أي ليس الأمر) أي: وهو ثبوت الحسنى لهم. قوله: (ومعناه وجب) أي: وجب كون النار لهم قوله: (لا زائدة) أي: فلا يصح الوقف عليها على هذا. قوله: (عند إفراد اسمها) أي: وأما إذا كان مضافاً أو شبيهاً به وهو العامل فسيأتي في قوله ولا خلاف بين البصريين الخ، وسيبويه منهم فالحاصل أن. سيبويه إنما خالف قومه البصريين فيما إذا كان الاسم مفرداً، وأما غير المفرد فلا يخالف قومه فيه. قوله: (بما كان مرفوعاً به) أي: وهو المبتدأ وهو رجل لأن لا تركبت مع الاسم حتى صارت كالكلمة الواحدة وحلا محل المبتدأ لكنها بسبب تركيبها ضعفت عن العمل في الخبر.

  قوله: (وخالفه الأخفش الخ) أي: فقالوا إن الخبر مرفوع بها فهي عاملة في كل من الاسم والخبر عندهم قوله: (ولا خلاف بين البصريين) أي: وأما الكوفيون فيقولون إن إن لا تعمل في الخبر فكذا ما قيس عليها وهو لا، والحاصل أن الكوفيين يقولون إنما تعمل لا في الاسم ولا عمل لها في الخبر مطلقاً مثل إن، وأما البصريون فاتفقوا على أنها تعمل في الاسم مطلقاً وكذا في الخبر إن كان مضافاً أو شبيهاً به، وأما إن كان مفرداً فقد اختلفوا فيه فقال سيبويه لا عمل لها فيه، وقال أصحابه تعمل فيه أيضاً. قوله: (أن خبرها لا يتقدم الخ) أي: بخلاف إن فإن خبرها إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً فإنه يصح تقدمه على الاسم. قوله: (مراعاة محلها) أي: فإن محلها عنده رفع بالابتداء. قوله: (قبل مضي الخبر وبعده) أي: بخلاف إن فإنه لا يجوز العطف بالرفع على محل منصوب إن الأبعد الاستكمال أي بعد مضي خبرها كما قال في «الخلاصة»:

  وجائز رفعك معطوفاً على ... منصوب إن بعد أن تستكملا