وإنما لم يُقدروها مهلة والرفع بالابتداء، لأنها حينئذ واجبة التكرار، وفيه نظر، لجواز تركه في الشعر.

  و «لا» هذه تخالف «ليس» من ثلاث جهات:

  إحداها أن عملها قليل، حتى ادعي أنه ليس بموجود.

  الثانية: أن ذكر خبرها قليل، حتى إن الزجاج لم يظفر به فادَّعى أنها تعمل في الاسم خاصة، وأن خبرها مرفوع، ويرده قوله [من الطويل]:

  ٣٩٤ - تَعَزَّ فَلا شَيْءٌ عَلَى الْأَرْضِ بَاقِيَا ... وَلَا وَزَرٌ مِمَّا قَضَى اللَّهُ وَاقِيَا

  وأما قوله [من الطويل]:

  مرفوع بضمة ظاهرة؛ لأن القصيدة بضم الحاء وليست الحاء ساكنة حتى يرد بأنه ما المانع من كون لا نافية للجنس. قوله: (وإنما لم تقدرها) وفي نسخة وإنما لم يقدرها أي العلماء أي في هذا البيت مهملة أي وما بعدها مبتدأ والخبر محذوف قوله: (لأنها حينئذ) أي: لأنها حين كونها مهملة واجبة التكرار وهنا لم تكرر فدل ذلك على أنها عاملة اهـ تقرير دردير قوله: (وفيه نظر) أي: في عدم تقديرهم لها مهملة لهذه العلة نظراً لجواز الخ، أي وحينئذ فيصح كونها مهملة قوله: (ولا هذه) أي: العاملة عمل ليس. قوله: (تخالف ليس) أي: وإن عملت عملها قوله: (إن ذكر خبرها) أي: منصوباً قليل. قوله: (لم يظفر به) أي: بذكره في شيء من كلام العرب. قوله: (ويرده الخ) أي: يرد قوله أنه لم يوجد خبرها وإن خبرها يقدر مرفوع بأنه سمع الخبر منصوباً في مصراعي هذا البيت ويرده أيضاً أنها إذا عملت في الاسم صارت ناسخة فلا وجه لرفع الخبر قوله: (تعز) أي: تصبر أمر من العزاء وهو الصبر والوزر الملجأ قوله: (على الأرض) ظرف مستقر متعلق بشيء صفة

١٠٨؛ وكتاب اللامات ص ١٠٥؛ والمقتضب ٤/ ٣٦٠).

شرح المفردات: النيران: أي الحروب ابن قيس نسبة إلى جده قيس بن ثعلبة.

المعنى: يعرّض الشاعر بالحارث بن عباد الذي اعتزل حرب تغلب وبكر، ويفخر بنفسه ويقول: أنا ذلك المشهور بالنجدة والبلاء الحسن.

٣٩٤ - التخريج البيت بلا نسبة في (أوضح المسالك ١/ ٢٨٩؛ وتخليص الشواهد ص ٢٩٤؛ والجنى الداني ص ٢٩٢؛ وجواهر الأدب ص ٢٣٨؛ والدرر ٢/ ١١١؛ وشرح الأشموني ١/ ٢٤٧؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦١٢؛ وشرح ابن عقيل ص ١٥٨؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٢١٦؛ وشرح قطر الندى ص ١١٤؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٠٢؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٥).

اللغة والمعنى تعزّ: تصبر. الوزر: الملجأ. واقياً حافظاً.

يقول: تصبر على نوازل الدهر لأنه لا شيء يدون عليها، وإذا حلّ القضاء على إنسان فلن ينفعه أي ملجأ أو واق.