القسم الثاني: اللام الزائدة
  ٣٩٥ - نَصَرْتُكَ إذ لا صَاحِبٌ غَيْرَ خَاذِلٍ، ... فَبُوئَتَ حِصْنَا بِالْكُمَاة حَصِينا
  فلا دليل فيه كما توهم بعضهم؛ لاحتمال أن يكون الخبر محذوفاً و «غير استثناء».
  الثالثة: أنها لا تعمل إلا في النكرات، خلافاً لابن جني وابن الشجري، وعلى ظاهر قولهما جاء قولُ النابغة [من الطويل]:
  ٣٩٦ - وَحَلَّتْ سَوَادَ الْقَلْبِ لا أَنَا باغِياً ... سِوَاهَا وَلا عَنْ حُبِّهَا مُتَرَاخِيَا
  وعليه بنى المتنبي قوله [من الطويل]:
  ٣٩٧ - إِذَا الْجُودُ لَمْ يُرْزَقْ خَلاصاً مِنَ الأَذَى ... فَلاَ الْحَمْدُ مَكْسُوبَاً وَلَا الْمَالُ بَاقِيا
  له قوله: (فلا دليل فيه) أي: على ذكر خبرها لتطرق الاحتمال له قوله: (أن يكون الخبر محذوفاً) أي: كما أنه يحتمل أن غير خبرها.
  قوله: (وعلى ظاهر قولهما الخ) في عبارته قلب والأصل، وعلى قولهما جاء ظاهر قول النابغة لأن المتبادر أن قوله لا أنا باغياً أن أنا اسمها وباغياً خبرها، وإنما قال ظاهر الخ لأنه يمكن تأويله بأن الأصل لا مثلي باغياً فحذف المضاف وانفصل الضمير وأقيم مقام مثل ومثل لا تتعرف إلا بإضافة أو أن الأصل لا أرى باغياً فحذف الفعل وبقي نائب الفاعل، وحينئذ فلا غير عاملة قوله: (فلا الحمد مكسوباً) فإن الحمد معرفة وكذا المال
٣٩٥ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الجنى الداني ص ٢٩٣؛ وجواهر الأدب ص ٢٣٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦١٢؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٤٠).
اللغة: نصرتك: أعنتك بوثت أنزلت الكماة: ج الكمّي، وهو الشجاع المدجج بالسلاح. الحصين: المنيع.
٣٩٦ - التخريج: البيت للنابغة الجعدي في (ديوانه ص ١٧١؛ والأشباه والنظائر ٨/ ١١٠؛ وتخليص الشواهد ص ٢٩٤؛ والجنى الداني ص ٢٩٣؛ وخزانة الأدب ٣/ ٣٣٧؛ والدرر ٢/ ١١٤؛ وشرح الأشموني ١/ ١٢٥؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦١٣؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٤١؛ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٤٧؛ و همع الهوامع ١/ ١٢٥).
اللغة: ذو الود: صاحب المودة. تولّت: أعرضت بق: ترك. سواد القلب: مهجته. الباغي: المبتغي، الطالب. التراخي: التهاون.
المعنى: يقول: تظاهرت أنها تضمر لي المودّة ولمّا لحقتها ابتعدت عنّي وتركتني فريسة الهوى، لقد ملكت فؤادي، فلم يعد يبغي سواها، ولا يستطيع التخلص من شباكها.
٣٩٧ - التخريج: البيت للمتنبي في (ديوانه ٤/ ٤١٩؛ وتخليص الشواهد ص ٢٩٩؛ والجنى الداني ص ٢٩٤؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٩؛ وشرح قطر الندى ص ١٤٥؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ١٠٨).
المعنى: إذا لم يتخلّص الجود من كل شائبة - كالمنّ مثلاً - لم يبق المال، ولم يحصل الحمد، لأن المال يذهبه الجود والأذى يذهب الحمد؛ فالذي يمن بالجود غير محمود.