تنبيه - إذا قيل: «لا رجل في الدار»
  تكون عاملة عمل «ليس»، فيكون ما بعدها مرفوعاً بها. وعلى الوجهين فالظرف خبر عن الاسمين إن قُدرت «لا» الثانية تكراراً للأولى وما بعدها معطوفاً؛ فإن قدرت الأولى مهملة والثانية عاملة عمل «ليس» أو بالعكس، فالظرف خبرٌ عن أحدهما، وخبر الآخر محذوف كما في قولك: «زيد وعمرو قائم»، ولا يكون خبراً عنهما، لئلا يلزم محذوران: كون الخبر الواحد مرفوعاً ومنصوباً، وتوارد عاملين على معمول واحد.
  وإذا قيل: «ما فيها من زيت ولا مَصابِيحَ» بالفتح - احتمل كون الفتحة بناءً مِثْلُها في «لا رِجَال»، وكونها علامة للخفض بالعطف، و «لا» مُهْمَلة. فإن قُلْتَهُ بالرفع
  سيبويه وعند غيره يقدر لكل واحد خبر، وإذا فتحت الأول ورفعت الثاني أو بالعكس تعين أنه خبر عن أحدهما وخبر الآخر محذوف. قوله: (وعلى الوجهين) أي: كون لا الأولى مهملة وبعدها مبتدأ أو كونها عاملة عمل ليس قوله: (خبر عن الاسمين) لأن كلا منهما يطلب الخبر على أنه مرفوع.
  قوله: (تكراراً للأولى) أي: زائدة تكراراً للأولى. قوله: (وما بعدها معطوفاً) أي: وقدرت أن ما بعدها مرفوع عطفاً على المبتدأ أو على اسم لا التي كليس. قوله: (فإن قدرت الأولى مهملة) أي: وما بعدها مبتدأ قوله: (خبر عن أحدهما) أما عن الأول وحذف نظيره من الثاني أو خبر عن الثاني وحذف نظيره من الأول. قوله: (زيد وعمرو قائم) أي: فقائم خبر عن واحد منهما وخبر الثاني محذوف، وإنما لم يكن خبراً عنهما لأنه مفرد وزيد وعمرو مثنى فلو قال قائمان كان خبراً عنهما وهذا الكلام أعني زيد وعمرو قائم جملتان لا جملة. قوله: (الخبر الواحد مرفوعاً) فهو مرفوع باعتبار أنه خبر المبتدأ الذي بعد لا المهملة وقوله ومنصوباً أي باعبتار أنه خبر لا العاملة عمل ليس. قوله: (وتوارد عاملين على معمول واحد) هذا هو المحذور الثاني والمراد بالعاملين المبتدأ الذي بعد لا المهملة ونفس لا العاملة عمل ليس قوله: (وإذا قيل الخ) حاصله أن الفتح فيه وجهان الأول أن لا عاملة عمل إن، الثاني أنه عطف على لفظ زيت وهو ممنوع من الصرف فجر بالفتحة فقوله: علامة للخفض بالعطف ولا مهملة أي زائدة للتوكيد وليس المراد إنها مهملة وما بعدها مبتدأ بل ما بعدها عطف على لفظ، زيت، وعلى الوجه الأول فيقدر خبر لقوله ولا مصابيح وعلى الثاني فقوله فيها خبر واحد ويكون جملة واحدة.
  قوله: (ما فيها من زيت) فيها خبر مقدم وزيت مبتدأ مؤخر مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورهما اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. قوله: (مهملة) أي: زائدة لمجرد التوكيد وليس المراد أنها أولاً كانت عامله، ثم أهملت كما هو المتبادر. قوله: (فإن قلت بالرفع الخ) حاصله أن الرفع إما لكون لا عاملة عمل ليس، وإما زائدة للتوكيد والرفع بالعطف على المحل، أي: محل من زيت فتحته احتمالان وترك وجهاً ثالثاً وهو أن تكون مهملة وما بعدها مبتدأ وهذا لا يصح لأنها لم تتكرر فقوله والرفع بالعطف