حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

القسم الثاني: اللام الزائدة

صفحة 86 - الجزء 2

  العاطف لامتنع «ليس زيد قائماً ولا قاعداً».

  الوجه الرابع: أن تكون جواباً مناقضاً لـ «نَعَمْ»، وهذه تخذف الجمل بعدها كثيراً، يقال: «أجاءك زيد» فتقول: «لا»، والأصل: لا لم يجيء.

  والخامس: أن تكون على غير ذلك، فإن كان ما بعدها جملة اسمية صدرها معرفة أو نكرة ولم تعمل فيها، أو فعلاً ماضياً لفظاً وتقديراً، وجب تكرارها.

  مثال المعرفة {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ}⁣[يس: ٤٠]، وإنما لم تكرّر في «لا نَوْلَكَ أَنْ تَفْعَل» لأنه بمعنى: لا ينبغي لك، فحملوه على ما هو بمعناه، كما فتحوا في «يَذَرُ» حملاً على «يَدَع» لأنهما بمعنى، ولولا أن الأصل في «يَذَر» الكسر لما حذفت الواو كما لم تحذف في يَوْجَل.

  ومثال النكرة التي لم تعمل فيها {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ٤٧}


  إنه يغتفر في التابع وليس المقدر كالثابت من كل وجه. قوله: (الوجه الرابع) أي: من أوجه لا النافية قوله: (مناقضاً لنعم الخ) أي: لأن نعم تقرر ما قبلها سواء كان إيجاباً أو نفياً، وأما لا فتنفي ما قبلها إيجاباً أو نفياً. قوله: (والأصل لم لا يجيء) أي: وقولك لم يجيء بيان لمعنى لا وليس من نفي النفي. قوله: (والخامس الخ) حاصلة أنها إما ان تدخل على جملة أو مفرد الجملة إما اسمية أو فعلية والاسمية إما مصدرية بالمعرفة أو بالنكرة غير العاملة فيها والفعلية إما ماضوية أو مضارعية فقوله: ولم تعمل راجع للنكرة وأما المعرفة فمعلوم أنها لا تعمل فيها قوله: (على غير ذلك) أي: على غير الأوجه المتقدمة وهي أن تكون عاملة عمل إن أو تكون عاملة عمل ليس أو تكون عاطفة أو مناقضة لنعم.

  قوله: (ولو تعمل فيها) أي: والحال أن لا غير عاملة فيها، فإن كانت عاملة فيها فهي من جملة ما تقدم قوله: (وتقديراً) أي معنى لا إن كان معناه الاستقبال. قوله: (وجب تكرارها) أي تكرار لا وإهمالها. قوله: (لا الشمس الخ) أي: فهي داخلة على جملة اسمية صدرها معرفة وهي الشمس والليل قوله: (وإنما لم تكرر الخ) جواب عما يقال أنه لو كان كل جملة اسمية مصدرية بمعرفة دخلت عليها لا يجب حينئذ أن تكون لا مكررة فيها لتكررت في قولك لا نولك أن تفعل؛ لأن نولك معرفة بالإضافة، ولم تكرر فبطل قولكم وجب تكرارها وحاصل الجواب أن الاسم هنا بمعنى المضارع وسيأتي أن المضارع لا تكرر فيه. قوله: (لا نولك) هو مصدر بمعنى التناول والمراد منه اسم المفعول، أي: ليس متناولك ولا مفعولك هذا الفعل أي: لا ينبغي لك هذا الفعل. قوله: (كما فتحوا) أي: الذال في يذر مع أن أصله يوذر بكسرها وقعت الواو ساكنة بين عدوتيها الياء والكسرة، فحذفت فصار يذر بالكسر ففتح الذال للحمل المذكور وإلا فحذف الواو يدل على أن الذال مكسورة لا مفتوحة وإلا لبقيت الواو كما في يوجل.