القسم الثاني: اللام الزائدة
  قبول أعمالهم، وابتداء بالنكرة لتقيّدها بالمعمول؛ وإما على أنه خبر لمبتدأ محذوف، أي والعمل الصالح حَرَام عليهم. وعلى الوجهين فـ {أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ٩٥} تعليل على إضمار اللام، والمعنى: لا يرجعون عما هم فيه، ودليل المحذوف ما تقدم من قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ}[الأنبياء: ٩٤]، ويؤيدهما تمام الكلام قبل مجيء «أن» في قراءة بعضهم بالكسر.
  الموضع الخامس: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ٧٩ وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا}[آل عمران: ٧٩ - ٨٠]، قراء في السبعة برفع {يَأْمُرُكُمْ} ونصبه، فمن رفعه قطعه عما قبله. وفاعله ضميره تعالى أو ضمير الرسول. ويؤيد الاستئناف قراءة بعضهم {ولن يأمركم} و {لَا} على
  المحذوف قوله: قبل فلا كفر ان لسعيه أي أن من يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا ذهاب لعمله الصالح وحرام على قرية أهلكناها قبول أعمالهم؛ لأنهم لا يرجعون عما هم عليه من الكفر. قوله: (لتقييدها بالمعمول) أي: وهو قوله على قرية قوله: (أي والعمل الصالح حرام الخ) أي: والدليل على ذلك قوله قبل ومن يعمل من الصالحات الخ، أي: ومن يعمل من الصالحات فلا كفران الخ وهذا العمل الصالح حرام على قرية قدرنا إهلاكها فالمنفي وقوعه منهم. قوله: (والمعنى لا يرجعون) الأنسب لأنهم لا يرجعون وقوله: دليل المحذوف أي: من الخبر في الوجه الأول والمبتدأ في الثاني، وقوله: فمن يعمل من الصالحات دليل لحذف المبتدأ في الوجه الثاني، وقوله: فلا كفران لسعيه دليل لحذف الخبر في الوجه الأول. قوله: (ويؤيدهما) أي: هذين الوجهين الأخيرين، أعني: جعل حرام خبر المحذوف ومبتدأ خبره محذوف. قوله: (في قراءة بعضهم بالكسر) أي: لأن قراءة بعض بكسر إن يدل على أن الكلام تم عند قوله: أهلكناها؛ لأن إن تكسر في الابتداء فحينئذ يكون حرام على قراءة الفتح خبر المحذوف أو مبتدأ خبره محذوف لأجل أن يتم الكلام قبل إن لتوافق القراءتين. قوله: (ما كان لبشر) أي: ما كان ينبغي لبشر. قوله: (والحكم) أي: الفهم للشريعة. قوله: (ثم يقول للناس) أي: ثم بعد أن يؤتى الحكمة والنبوة يقول: أي ما ينبغي لبشر أن يجمع بين الأمرين. قوله: (ولكن كونوا) أي: ولكن الذي ينبغي له أن يقول لهم كونوا ربانيين، أي: علماء عامين منسوبين للرب بسبب علمكم الكتاب ورؤيتكم له؛ لأن فائدة العلم العمل به. قوله (ان تتخذوا الملائكة والنبيين أرباباً) أي جعله مستأنفاً قوله: (أو ضمير الرسول) أي: فالمعنى ولا يأمركم الله أو الرسول. قوله: (ويؤيد الاستئناف الخ) وجه التأييد أن قوله ولن يأمركم ليس معطوفاً على ما قبله من قوله: أي يؤتيه، وإن كان هو على تلك القراءة منصوباً بلن. قوله: (السابق) أي: قوله ما كان لبشر.