تنبيه - قراء {ولات حين مناص}
  أحدهما: أنه على إضمار «من» الاستغراقية، ونظيره في بقاء عمل الجار مع حذفه وزيادته قوله:
  ألا رَجُلٍ جَزَاهُ اللَّهُ خَيْراً ... [يَدُلُّ عَلَى مُحَصْلَةٍ تَبِيتُ]
  فيمن رواه بجر «رجل».
  والثاني: أن الأصل «ولاتَ أوانُ صلح» ثم بُني المضاف لقطعه عن الإضافة، وكان بناؤه على الكسر لشبهه بـ «نزالِ» وزناً، أو لأنه قُدرَ بناؤه على السكون، ثم كُسِر على أصل التقاء الساكنين كـ «أمس»، و «جَيْرِ»، ونُونَ للضرورة، وقال الزمخشري: للتعويض كـ «يومئذ»، ولو كان كما زَعَمَ لأَعرب، لأن العوض ينزل منزلة المعوض منه، وعن القراءة بالجواب الأول وهو واضح، وبالثاني وتوجيهه أن الأصل «حِينَ
  قوله: (بقاء) أي: بالكسر؛ لأن القوافي كذلك في القصيدة واسم لات محذوف، أي: لات الحين حين بقاء. قوله: (من الخ) أي: والمعنى ولات من أوان وإعرابه لات حرف نفي، وأوان مجرور بمن الزائدة في محل نصب على أنه خبرها واسمها محذوف والمعنى وليس الحين أو الأوان من أوان صلح ويحتمل أن مجرور من الزائدة في محل رفع اسم لات وخبرها محذوف قوله: (ألا رجل) أي: إلا من رجل فالأداة استفتاح ومن رجل مبتدأ فقد زيدت فيه من محذوفة وجملة جزاه الله خيراً خبر. قوله: (إن الأصل ولات أوان صلح) وإعرابه أوان خبرها واسمها محذوف، أي: ولات الأوان أوان. قوله: (ثم بني المضاف) أي أوان قوله: (لقطعه عن الإضافة) أي: لأن اسم الزمان شأنه أن يبنى إذا قطع عن الإضافة كما في قبل وبعد. قوله: (وكان بناؤه على الكسر) أي: ولم يكن على الضم كما في قبل وبعد. قوله: (وزنا) أي: فالملاحظ في البناء على الكسر الشبه المذكور. قوله: (بناؤه على السكون) أي: كما هو الأصل في البناء وذلك لثقله باللزوم وخفة السكون. قوله: (ونون للضرورة) أي: مع أن المنوّن إنما هو المعرب. قوله: (وقال الزمخشري للتعويض) أي: قال إن تنوينه للتعويض. قوله: (لأن العوض) أعني التنوين ينزل منزلة المعوض منه وهو المضاف إليه فكان المضاف إليه مذكور وحينئذ فأوان مضاف تقديراً فهو يعرف ويمكن الجواب بأن التنوين إنما جاء بعد البناء، فلم يكن بمنزلة المعوض منه فأوان مقطوع عن الإضافة فلذا بني ولم يعرب ولا يتم إعرابه إلا لو كان التنوين قبل البناء سلمنا أن التنوين قبل الإعراب لكن لا نسلم ان المعوض يقوم مقام المعوض عنه دائماً. قوله: (وتوجيهه الخ) لما كان فيه خفاء؛ لأن حين مضافة لمناص وليس فيه قطع عن الإضافة بينه، وحاصل التوجيه أن مناص لما قطع عن الإضافة صار كان حين قطع عن الإضافة، ثم بني مناص لقطعه عن الإضافة ونون للتعويض، ثم بني حين لإضافته لمبني وهو مناص، واسم الزمان إذا أضيف لمبنى بني هذا حاصل ما قاله الزمخشري، فاعترضه المصنف بأن فيه تناقضاً ووجهه أن قوله أولاً نزل قطع مناص منزلة