حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 130 - الجزء 2

  السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ ٤٤}⁣[الطور: ٤٤]، أو يعتقدونه عذاباً، ولا يظنُّونه واقعاً بهم، وعليهما فيكون أخذه لهم بغتةً بعد رؤيته. ومن ذلك: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}⁣[البقرة: ١٨٠]، أي: إذا قارب حضوره، {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ}⁣[البقرة: ٢٣١] لأن بلوغ الأجل انقضاء المدة، وإنما الإمساك قبله.

  وأنكر ابن الحاج في نقده على «المقرب» مجيء «لو» للتعليق في المستقبل، قال: ولهذا لا تقول: «لو يقوم زيد فعمرو منطلق» كما تقول ذلك مع «إنْ».

  وكذلك أنكره بدر الدين بن مالك، وزعم أن إنكار ذلك قولُ أكثر المحققين، قال: وغاية ما في أدلّة من أثبت ذلك أن ما جُعِلَ شرطاً لـ «لو» مستقبل في نفسه، أو مُقيَّد بمستقبل، وذلك لا يُنافي امتناعه فيما مضى لامتناع غيره، ولا يُحْوج إلى إخراج «لو» عما عُهد فيها من المضي، اهـ.

  وفي كلامه نظر في مواضع:

  أحدها نَقْلُه عن أكثر المحققين، فإنا لا نعرف من كلامهم إنكار ذلك، بل كثير منهم ساكت عنه، وجماعة منهم أثبتوه.

  والثاني: أن قوله: «وذلك لا ينافي - إلى آخره» مقتضاه أن الشرط يمتنع لامتناع الجواب، والذي قرَّره هو وغيره من مُثْبِتي الامتناع فيهما أن الجواب هو الممتنع لامتناع الشرط، ولم تر أحداً صَرَّح بخلاف ذلك، إلا ابن الحاجب وابن الخباز.


  السماء. قوله: (وعليهما الخ) لكن الظاهر بعد هذين الأمرين لأن العذاب لا يكون حينئذ ملجئاً لإيمانهم تأمل قوله: (إذا حضر أحدكم الموت) أي: إذا قام الموت به وقدر إذا قارب لأن وجوب الوصية إنما هو إذا قرب حضوره لا إن حضر بالفعل إذ لا تتأتى الوصية حينئذ حتى تكون واجبة. قوله: (فبلغن أجلهن أي) فقار بن بلوغ أجلهن وأشرفن عليه.

  قوله: (فأمسكوهن) أي: بالرجعة. قوله: (في نقده) أي: في اعتراضه على المقرب لابن عصفور. قوله: (للتعليق) أي تعليق الجواب على الشرط في المستقبل. قوله: (ولهذا لا تقول الخ) حاصله أن لو لا تجاب بمستقبل بل جوابها لفظه المضي دائماً وهذا دليل على أنها ليست للاستقبال والأصح وقوع جوابها مستقبلاً لفظا نعم قد يكون لفظ شرطها مضارعاً نحو لو تلتقي أصداؤنا. قوله: (كما تقول ذلك) تشبيه في المنفي. قوله: (بدر الدين) هو ابن الناظم. قوله: (وذلك) أي: كون شرطها مستقبلاً أو مقيداً بمستقبل وهذا اعترض من بدل الدين على ما قبله قوله: (نقله عن أكثر المحققين) أي: إنكار كونها تأتي للتعليق في المستقبل. قوله: (هو) أي: بدر الدين بن. مالك. قوله: (فيهما) أي: في الشرط والجواب. قوله: (الامتناع الشرط) أي: لأجل امتناع الشرط فامتناع الشرط