حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 133 - الجزء 2

  متى وجدت وُجد، ومتى انتفت انتفى، وإذا كان اللازم والملزوم بهذه الحيثية لزم من نفي كل منهما انتفاء الآخر.

  الاعتراض الثالث على كلام بدر الدين: أن ما قاله من التأويل ممكن في بعض المواضع دون بعض فمما أمكن فيه قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا} الآية [النساء: ٩]؛ إذ لا يستحيل أن يقال: لو شارفت فيما مضى أنك تخلف ذُرِّية ضعافاً لخفت عليهم، ولكنك لم تشارف ذلك فيما مضى؛ ومما لا يمكن ذلك فيه قوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ١٧}⁣[يوسف: ١٧]، وكون «لو» بمعنى «إنْ» قاله كثير من النحويين في نحو: {وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ١٧}⁣[يوسف: ١٧]، {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ٩}⁣[الصف: ٩] ومثلها [التوبة: ٣٣]، {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ}⁣[المائدة: ١٠٠]، {وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ}⁣[البقرة: ٢٢١]، {وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ}⁣[الأحزاب: ٥٢]، ونحو «أغطوا السائل ولو جاء على فَرَسِ»، وقوله [من البسيط]:


  الكلام سهواً. قوله: (أن ما قاله من التأويل) أعني قوله وذلك أي: كون الشرط مستقبلاً لا ينافي امتناعه فيما مضى لامتناع غيره قوله: (لو شارفت الخ) هذا يقتضي أن المضي لنفس معنى الشرط مع أن كلام بدر الدين السابق يقتضي أن معنى الشرط مستقبل، وأن الذي في المضي امتناع قوله: (لكنك لم تشارف ذلك فيما مضى) أي: لكنك لم تشارف فيما مضى ذلك، أي: انك تخلف ذرية ضعافاً فلم تخف عليهم فالشرط مستقبل ولكنه بمعنى الماضي. قوله: (ولو كنا صادقين) أي: لأنه ليس المراد امتناع صدقهم في الماضي، لانحلال المعنى انتفى عدم تصديقك لنا وثبت تصديقك لامتناع صدقنا في الماضي، بل المراد ما أنت بمؤمن لنا ولو كنا غير متهمين عندك فكيف ونحن متهمون فليس الجواب هنا ممتنعاً، بل المراد تقرير الجواب على كل حال فهو مثل نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه. قوله: (بمعنى إن) متلبساً بمعنى وهو التعليق في المستقبل. قوله: (في نحو وما أنت بمؤمن لنا) أي: ما أنت بمصدق لنا، ولو نكون صادقين عندك لاتهمتنا في هذه القضية بسبب محبة يوسف. قوله: (ليظهره) أي: يعليه على الدين كله، أي: على جميع الأديان وقوله: ولو كره المشركون أي: ولو يكره المشركون ذلك قوله: (قل لا يستوي الخبيث) أي: الحرام والطيب، أي الحلال وقوله: لو أعجبك، أي: ولو يعجبك كثرة الخبيث وقوله: فاتقوا الله يا أولي الألباب، أي: في تركه لعلكم تفلحون أي: تفوزون. قوله: (ولو أعجبتكم) صدر الآية ولا تنكحوا المشركات أي: الكافرات حتى يؤمن وأمة مؤمنة خير من مشركة أي حرة ولو أعجبتكم أي: ولو تعجبكم لجمالها ومالها وهذا مخصوص بغير الكتابيات. قوله: (ولو جاء على فرس) أي: ولو يجيء لأن هذا أمر