الخامس: أن تكون للعرض،
  كما لا يجمع بينه وبين «ليت»، اهـ.
  الخامس: أن تكون للعرض، نحو: «لو تنزلُ عندنا فتُصِيبَ خيراً» ذكره في التسهيل.
  وذكره ابن هشام اللخمي وغيره لها مَعْنَى آخَرَ: وهو التقليل، نحو: «تَصَدَّقُوا ولو بِظُلْفٍ مُخرَق»، وقوله تعالى: {وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ}[النساء: ١٣٥]، وفيه نظر.
وهنا مسائل
  إحداها أن «لو» خاصة بالفعل، وقد يليها اسم مرفوع معمول لمحذوف يُفسره ما بعده، أو اسم منصوب كذلك؛ أو خبر لـ «كان» محذوفة، أو اسم هو في الظاهر مبتدأ وما بعده خبر؛ فالأول كقولهم: «لو ذاتُ سِوَارٍ لَطَمَتْني»، وقول عمر ¥ «لو غَيْرُك قالَها يا أبا عبيدة» وقوله [من الكامل]:
  للتمني وقوله: بينها أي: بين لو وفعل التمني كوددت أي: مع أنه لم يمتنع الجمع بين لو وفعل التمني وقوله: كما لا يجمع بينه أي بين فعل التمني وليت فلا تقول وددت ليتك تأتيني. قوله: (وفيه نظر) أي: لأنها فيما ذكر شرطية بمعنى. أن وجوابها محذوف والتقليل مستفاد من مدخولها قوله: (كذلك) أي: معمول لمحذوف يفسره ما بعده وقوله: أو خبر عطف على كذلك أي: أو اسم منصوب خبر لكان. قوله: (كقولهم) أي: كقول الناس في المثل وأصله لحاتم الطائي حين أسر في حي من العرب ثم إن امرأة رب المنزل أمرته بفصد ناقة وكان من عادة العرب أكل دم الفصادة في المجاعة فنحرها، وقال لا أعرف الفصد غير هذا فلطمته أمة المرأة على وجهه فقال: لو ذات سوار لطمتني وكان شأنهم ان لا يلبس السوار إلا الأحرار فكأنه قال ليت التي لطمتني حرة فلو هنا للتمني أو أن لو شرطية، والجواب محذوف أي: لهان علي. قوله: (لو غيرك قالها) الضمير لكلمة أبي عبيدة وذلك أن عمر توجه إلى الشام فسمع أن بها وباء فعزم بالرجوع فقال له أبو عبيدة أفراراً من قضاء الله فقال: نعم نفر من قضاء الله إلى قضاء الله أرأيت لو كان لك إبل فهبطت إلى أرضين خصبة ومجدبة أما تنزل بها إلى المخصبة مع أن كليهما من قضاء الله وجواب لو محذوف أي: لأدبناه أو ما لمناه. قوله (وقوله) أي: الشاعر وهو جرير من قصيدة يهجو بها الفرزدق مطلعها:
  سرت الهموم فبتن غير نيام ... وأخو الهموم يروم كل مرام
  ذم المنازل بعد منزلة اللوا ... والعيش بعد أولئك الأيام
  وقد استشهد بالبيت الأخير على استعمال أولاء لغير العاقل ويروى الأقوام فلا شاهد فيه