حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وهنا مسائل

صفحة 142 - الجزء 2

  ٤٢٦ - لو غَيْرُكُمْ عَلِقَ الزُّبَيْرُ بِحَبْلِهِ ... أَدَّى الجوارَ إلى بَنِي الْعَوامِ

  والثاني نحو: «لو زيداً رأيتُه أكرمته» والثالث نحو: «الْتَمِسُ وَلَوْ خَاتماً من حديد»، و «اضرب ولو زيداً»، و «ألا ماء ولو بارداً»، وقوله [من البسيط]:

  ٤٢٧ - لا يأمَنِ الدَّهْرَ ذُو بَغْيِ، وَلو ملكاً، ... جُنُودُهُ ضَاقَ عَنْهَا السَّهْلُ وَالجَبَلُ

  واختلف في: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ}⁣[الإسراء: ١٠٠] فقيل: من الأول، والأصل: لو تملكون تملكون، فحُذِف الفعلُ الأوّل فانفصَلَ الضمير؛ وقيل: من الثالث، أي: لو كنتم تملكون، ورُدَّ بأن المعهود بعد «لو» حذف «كان» ومرفوعها معاً؛ فقيل: الأصل لو كنتم أنتم تملكون فحُذِفا، وفيه نظر، للجمع بين الحذف والتوكيد.

والرابع نحو قوله [من الرمل]:


  قوله: (لو غيركم علق) أي: لو علق غيركم قوله: (الجوار) بكسر الجيم وضمها. قوله: (التمس ولو خاتماً) أي: ولو كان الملتمس خاتماً قوله: (واضرب ولو زيد) أي: ولو كان المضروب زيداً. قوله: (ألا ماء) أي: أتمنى ماء ولو كان بارداً فألا للتمني وماء اسمها ولا خبر؛ لأن أتمنى التي هي بمعناه لا خبر لها. قوله (ولو ملكا) أي: ولو كان الباغي ملكاً. قوله: (وقيل من الثالث) فيه تسمح فأراد بالثالث مطلق حذف كان وإلا فالثالث يلي لوفيه خبر كان والوالي هنا الاسم أو توكيده. قوله: (فحذفا) أي: كان قوله: (بين الحذف والتوكيد) أي: وهو تنافٍ؛ لأن التأكيد يقتضي الاعتناء والحذف يقتضي عدمه وقد سبق في إن المكسورة المشددة أن سيبويه وشيخه أجازاه في مثل جاءني زيد ومررت بعمرو أنفسهما بتقديرهما صاحباي أنفسهما أو لابستهما أنفسهما على الرفع والنصب.


٤٢٦ - التخريج: البيت لجرير في (ديوانه ص ٩٩٢؛ وخزانة الأدب ٥/ ٤٣٢، ٤٣٤؛ والدرر ٥/ ٩٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٧؛ وبلا نسبة في اللامات ص ١٢٨؛ والمقتضب ٣/ ٧٨).

اللغة: علق: أمسك أو نشب. الحبل: الأمان والذمة والعهد. أدى: قضى الأمر وقام به. الجوار: الحماية، فمن أعطى الجوار عليه بحماية طالبه.

المعنى: لو أن غيركم من طلب الزبير جواره وحمايته، لقام بواجبه اتجاهه، وحماه مع أهله من بني العوام.

٤٢٧ - التخريج: البيت للعين المنقري في (خزانة الأدب ١/ ٢٥٧؛ والدرر ٢/ ٨٥؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٦٢؛ وتخليص الشواهد ص ٢٦٠؛ وشرح الأشموني ١/ ١١٩؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٣؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٨؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٥٠).

اللغة: شرح المفردات: البغي: الظلم. جنوده ضاق .... : كناية عن كثرتهم.

المعنى: يقول: إنّ الظالم لا يهدأ له بال، ولو كان ملكاً كثير الجند والأعوان، فصروف الدهر كثيرة، وعلى الباغي تدور الدوائر.