حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لولا) على أربعة أوجه:

صفحة 153 - الجزء 2

  بها أصالة، خلافاً لزاعمي ذلك، بل رفعه بالابتداء؛ ثم قال أكثرهم: يجب كون الخبر كوناً مُطلَقاً محذوفاً، فإذا أُريد الكونُ المُقَيَّد لم يجز أن تقول: «لولا زيد قائم» ولا أن تحذفه، بل تجعل مَصْدَره هو المبتدأ؛ فتقول: «لولا قيام زيد لأتيتُك»، أو تُدْخِل «أَنَّ» على المبتدأ فتقول: «لَوْلاً أَنَّ زَيْداً قائم» وتصير «أنَّ» وصلتها مبتدأ محذوف الخبر وجوباً، أو مبتدأ لا خبر له، أو فاعلاً بـ «ثبت» محذوفاً على الخلاف السابق في فصل «لو».

  وذهب الرُّمَّاني وابن الشَّجري والشَّلوبين وابن مالك إلى أنه يكون كوناً مُطلقاً كالوجود والحصول فيجب حذفه، وكوناً مقيَّداً كالقيام والقعود فيجب ذكره إن لم يُعْلَم، نحو: «لَوْلاَ قَوْمُكِ حَدِيثُو عَهْدِ بالإِسْلامَ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ»، ويجوز الأمران إن علم؛ وزعم ابن الشجري أن مِنْ ذكره: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}⁣[النور: ٢٠، ٢١]، وهذا غير متعين، لجواز تعلق الظرف بالفضل، ولَحْنَ جماعةٌ ممن أطلق وجوبَ حذف الخبر المعرّي في قوله في وصف سيف [من الوافر]:

  ٤٤٢ - يُذِيبُ الرُّعْبُ مِنْهُ كلَّ عَضْبٍ ... فَلَوْلاَ الغِمْدُ يُمْسِكَهُ لَسَالاَ


  بها أصالة) أي: كما هو مذهب الفراء وعلله باختصاصها بالأسماء ورد بأن الحرف المختص يعمل العمل الخاص بما اختص به كالجر في الأسماء وقد يخرج لعمل النصب مع الرفع كان وأخواتها وما الحجازية وأخواتها وأما عمل الرفع فقط فلا نظير له. قوله: (لولا زيد قائم) أي: لحصل كذا.

  قوله: (ولا أن تحذفه) أي: قائم بأن تقول لولا زيد لحصل كذا. قوله: (محذوف الخبر وجوباً) أي: تقديره موجود مثلاً. قوله: (أو مبتدأ لا خبر له) هذا لا يناسب قوله، ثم قال يجب كون الخبر كوناً مطلقاً محذوفاً. قوله: (أو فاعلاً يثبت) قال الدماميني هذا لا يناسب قول المصنف ما بعد لولا مرفوع بالابتداء لا فاعل بمحذوف وجواب الشمني بأن مراده المرفوع صراحة لا المؤول؛ لأنه يقال له في محل رفع لا مرفوع بعيد، فالحق أن المصنف تسمح في التعبير وقصد مجرد إفادة فقه خارجي.

  قوله: (إلى أنه) أي: خبر المبتدأ الواقع بعد لولا قوله: (إن لم يعلم) أي: إن لم يدل عليه دليل قوله: (حديثو عهد) أي: فحداثة السن بالإسلام كون وحالة خاصة. قوله: (ان من ذكره) أي: الخبر الذي هو كون مقيد قوله: (ولولا فضل الله عليكم) كأنه أقام المتعلق مقام الخبر في الذكر والخصوص وإلا فالخبر هو الحقيقة الكون العام المحذوف الذي هو المتعلق. قوله: (ممن أطلق) أي: ممن قال يجب حذف الخبر بعد


٤٤٢ - التخريج: البيت لأبي العلاء المعري في (الجنى الداني ص ٦٠٠؛ والدرر ٢/ ٧٢؛ =