· (لما): على ثلاثة أوجه
  وهذا القول ضعيفٌ؛ لأن حذف مثل هذه الميم استثقالاً لم يثبت، وأضعف منه قول آخر: إن الأصل: «لَمًا» بالتنوين بمعنى جَمْعاً، ثم حذف التنوين إجراء للوصل مُجْرى الوقف، لأن استعمال «لما» في هذا المعنى بعيد، وحذف التنوين من المنصرِف في الوصف أبعد.
  وأضعف من هذا قول آخر: إنه فَعْلَى من «اللّمَم»، وهو بمعناه؛ ولكنه مُنع الصرف لألف التأنيث، ولم يثبت استعمال هذه اللفظة وإذا كان «فَعْلى» فهلاً كُتب بالياء، وهلا أَمَالَهُ مَنْ قاعدته الإمالة واختار ابن الحاجب أنها «لَمًا» الجازمة حُذف فعلها والتقدير لما يُهْمَلُوا، أو لما يُتْرَكُوا لدلالة ما تقدَّم من قوله تعالى: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}[هود: ١٠٥]، ثم ذكر الأشقياء والسعداء ومُجازاتهم، قال: ولا أعرف وَجْهاً أشبه من هذا، وإن كانت النفوسُ تَسْتَبْعِده من جهة أن مثله لم يقع في التنزيل،
  للتبعيض وفيه استعمال ما للعاقل، فإن المعنى وإن كلا لمن الذين ليوفينهم ربك جزاء أعمالهم. قوله: (وأدغمت) أي: في الميم التي بعدها وهي الثالثة، وقوله: فلما كثرت الميمات، أي: بأن صارت ثلاثة وقوله: حذفت الأولى أي حذفت واحدة منها طلباً للتخفيف ودفعاً للثقل الحاصل باجتماع الأمثال الثلاثة واختصت الأولى بالحذف لاستقلالها بنفسها وانفرادها عن الإدغام، وقيل: لاستثقالها بالكسرة عليها.
  قوله: (حذفت الأولى) أي: لأنها انفردت بنفسها عن الإدغام واستقلت بنفسها؛ وقيل حذفت الميم الأولى لثقل الكسرة عليها وبهذا لم يرد كثرة الميمات الواقعة في قوله وعلى أمم ممن معك. قوله: (لأن حذف الخ) أي: على أنه ثبت في القرآن ثمان ميمات في كلمة، ولم تسقط منها واحدة في قوله تعالى: {وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ}[هود: ٤٨] عند قلب تنوين أمم ميماً وقلب نون من ميما بعد الإدغام قوله: (ثم حذفت التنوين) الأولى قلب الفاء. قوله: (في هذا المعنى) أي: بمعنى جميعاً بعد أي غريب لم يثبت وتخريج القرآن على غير الثابت لم يصح على أنه أيضاً مما يضعفه إجراء الوصل الخ. قوله: (وهو بمعناه) أي: بمعنى الجمع. قوله: (هذه اللفظة) أي: لفظة لما في اللمم. قوله: (فهلا كتب بالياء) أي: لأن الألف متصرفة بعد ثلاثة أحرف قوله يقال إن رسم المصحف سنة متبعة لا تجري على قياس الحظ المصطلح عليه فكم في خط المصحف من أشياء خارجة عن القياس كما به المصنف في فصل لات والإمالة في التلاوة متعلقة بالرواية، فلعل القاراء لم يروها إلا غير ممالة فإذا لا يرد شيء من هذين الأمرين.
  قوله: (واختار الخ) أي: مخترعاً له من عند نفسه خلافاً لظاهر المصنف. قوله: (حذف فعلها) أي: المجزوم بها وهو جائز كما تقدم. قوله: (لما يهملوا) أي: انتفى إهمالهم بل يجازون على أعمالهم إما بالجنة أو النار. قوله: (لدلالة ما تقدم) أي: فالدلالة من حيث المعنى قوله: (قال) أي ابن الحاجب قوله: (لم يقع في التنزيل) أي: