حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 184 - الجزء 2

  ٤٧٢ - [أَعِدْ نَظَراً يَا عَبْد قَيْسِ] لعلَّما ... أَضَاءَتْ لَكَ النَّارُ الْحِمَارَ الْمُقَيَّدَا

  وَجَوَّزَ قومٌ إعمالها حينئذٍ حَمْلاً على «ليتَ»، اشتراكهما في أنهما يُغَيِّرَان معنى الابتداء، وكذا قالوا في «كأنَّ»، وبعضهم خصَّ «لعلَّ» بذلك، لأشدّيَّة التشابه لأنها و «لَيْتَ» للإنشاء، وأما «كأن» فللخبر.

  قيل: وأوَّلُ لحن سمع بالبصرة [من الطويل]:

  لَعَلَّ لَهَا عُذْرٌ وَأَنْتَ تَلُومُ

  وهذا محتمل لتقدير ضمير الشأن كما تقدَّم في «إِنَّ مِنْ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامِةِ الْمُصوِّرُونَ».

  وفيها عشر لغات مشهورة، ولها معان:


  حينئذ أي: حين إذ دخلت عليها ما الحرفية. قوله: (لعلما أضاءت الخ) البيت للفرزدق، وأوله أعد نظرا يا عبد قيس وأضاء يستعمل لازماً ومتعدياً، فالأول كما في أضاء النار والثاني كما في البيت وغرض الشاعر هجوه بفعل الفاحشة في الحمار. قوله: (وجوز قوم إعمالها) أي: وإن لم تختص بالأسماء فعملها عند عدم دخول ما عليها على الأصل لاختصاصها بالأسماء وعند دخول ما عليها حملاً الخ وقوله: وجوز قوله: الخ مقابل لقوله ولكنها.

  قوله: (خص لعل بذلك) أي: بالجمل على ليت وزن كأن قوله: (لأشدية التشابه) أي: لوجود التشابه الشديد قوله: (وأما كأن للخبر) يؤيده. أن من تكلم بالتشبيه يقبل التصديق والتكذيب خلافاً لمن قال إنها لإنشاء التشبيه قوله: (لعل لها عذر) أي: فقد رفع الاسم والخبر بها مع أنها تنصب الخبر. قوله: (محتمل لتقدير ضمير الشأن) أي: فضمير الشأن اسمها وقوله لها خبر المبتدأ أعني عذر والجملة خبر لعل، وكذا يقال في الحديث أي: إن من أشد الخ. قوله: (عشر لغات) وهي لعل وعل ولعن وعن لأن وأن ورعن بالمهملة ورغن بالمعجمة ولغن بالمعجمة ولون كذا عدها في التسهيل وفي الجنى الداني وفي لعل اثنتا عشرة لغة فذكر هذه إلا لون وذكرهن ورعل وغن بالمعجمة، قال:


٤٧٢ - التخريج: البيت للفرزدق في (ديوانه ١/ ١٨٠؛ والأزهية ص ٨٨؛ والدرر ٢/ ٢٠٨؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ١١٦؛ وشرح شواهد المغني ص ٦٩٣؛ وشرح المفصل ٨/ ٥٧؛ وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣١٩؛ وشرح قطر الندى ص ١٥١؛ وشرح المفصل ٨/ ٤٥٤؛ ٢٨٨؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٣).

اللغة والمعنى: عبد قيس: رجل من عدي بن جندب بن العنبر.

يهجو الشاعر عبد قيس بقوله: إن أصحاب النار هم أصحاب حمير لا أصحاب خيول. وقيل: إنه حقير لممارسته الجنس مع ذكر الحيوان.