حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 186 - الجزء 2

  ويقترن خبرها بـ «أن» كثيراً حَمْلاً على «عَسَى»، كقوله [من الطويل]:

  ٤٧٣ - [لعَلَّكَ يوْماً أَنْ تُلِمَّ مُلِمَّةٌ] ... عَلَيْكَ مِنَ اللَّائِي يَدَعْنَكَ أَجْدعا

  وبحرف التنفيس قليلاً، كقوله [من الطويل]:

  ٤٧٤ - فَقُولاً لَهَا قَوْلاً رَقِيقاً لَعَلَّها ... سَتَرْحَمُنِي مِنْ زَفْرَةٍ وَعَوِيل

  وخرج بعضهم نصب {فأطَّلعَ} على تقدير «أن» مع أبْلُغُ كما خفض المعطوف من بيت زهير [من الطويل]:

  بَدَا لِي أَنِّي لَسْتُ مُدْرِكَ مَا مَضَى، ... وَلا سَابِي شَيْئاً إِذَا كَانَ جَائِيا

  على تقدير الباء مع «مُدْرِكَ».

  ولا يمتنع كون خبرها فعلاً ماضياً خلافاً للحريري، وفي الحديث «وَمَا يُدْرِيك


  قوله: (ملمة) هو بالرفع فاعل وتمام البيت:

  عليك من اللائي يدعنك أجدعا

  بالجيم والدال أي: مقطوع الأنف ويروى أخرعا من الخرع بفتحتين الضعف وماضيه خرع بالكسر قوله: (رفيقاً) روي بالفاء والقاف وروي بقافين، فالأول لعن الرفق والثاني من الرقة، وفي «الصحاح» أن الزفير إدخال النفس والشهيق إخراجه، وقد زفر يزفر والاسم الزفرة، وفي «القاموس» زفر يزفر زفراً وزفيراً أخرج نفسه بعد مده إياه، وأما العامل فهو اسم لرفع الصوت بالبكاء، يقال أعول إعوالاً إذا فعل ذلك والاسم العويل اهـ دماميني. قوله: (على تقدير أن مع أبلغ) أي: فهو من العطف على التوهم. قوله: (إذا كان جائيا) أي: وبدا لي أني لا أسبق شيئاً سيأتيني بل الذي يأتيني يدركني ولا يأتي غيري. قوله: (على تقدير الباء) أي: وهو المسمى بالعطف على المعنى والعطف على التوهم. قوله: (ولا يمتنع كون خبرها الخ) إنما خص الخبر مع ان المراد جواز دخولها على ماض عملت فيه أولاً بأن كانت مهملة بدليل ما يأتي مجاراة للمانع؛ لأن المانع إنما منع وقوع الماضي


٤٧٣ - التخريج: البيت لمتمم بن نويرة في (ديوانه ص ١١٩؛ وخزانة الأدب ٥/ ٣٤٥، ٣٤٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥٦٧، ٦٩٥؛ ولسان العرب ١١/ ٤٧٤ (علل)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٩١؛ وشرح المفصل ٨/ ٨٦؛ والمقتضب ٣/ ٧٤).

اللغة: تلم: تصيب أو تنزل الأجدع: مقطوع الأنف والأذن.

المعنى: لا تشمت بموت أخي، فقد تحل بك داهية، تضعفك وتذلك.

٤٧٤ - التخريج: البيت لعبد الله بن مسلم الهذلي في (شرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٠٩؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ٥/ ٣٤٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٩٥).

اللغة: العويل: البكاء بصوت عال.

المعنى: ألتمس من المحبوبة اللين والرحمة، وأن ترفع عني صدها، وتزيل غمي وشجني.