· (لو) على خسمة أوجه:
  لعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ»، وقال الشاعر [من الطويل]:
  ٤٧٥ - وَبُدِّلْتُ قَرْحاً دَامِياً بعْدَ صِحَّةٍ، ... لعلَّ مَنَايَانا تَحَوَّلْنَ أَبْوسا
  وأنشد سيبويه [من الطويل]:
  أعِدْ نَظَراً يا عَبْد قَيْسِ لعلّمَا ... أَضَاءَتْ لَكَ النَّارُ الحِمَارَ الْمُقيدا
  فإن اعتُرِض بأن «لعلّ» هنا مكفوفة بـ «ما»، فالجواب أن شبهة المانع أن «العلّ» للاستقبال فلا تدخل على الماضي، ولا فرق على هذا بين كون الماضي معمولاً لها أو معمولاً لما في حَيّزها. ومما يوضح بطلان قولِهِ ثبوتُ ذلك في خبر «ليت» وهي
  خبراً تأمل. قوله: (خلافاً للحريري) أي: القائل بمنع ذلك. قوله: (وبدلت قرحاً) القروح: جراحات تخرج من الجسد كالدمامل ونحوها والدامية التي تدمي ولا تسيل والمنايا جمع وهي الموت والأبؤس: جمع بؤس وهي الشدة، فإن قلت إن لعل تختص بالممكن وتحول المنية شدة بحيث لا يقع وهو وتكون هي عوضاً. عنه ليس بممكن قلت جعله لقوة ظنه. من قبيل الممكن ادعاء اهـ دماميني والبيت لامراء القيس ويقال له ذو القروح؛ لأن أباه حجر الكندي طرده لما عشق عنيزة وتغزل بها فقتل المنذر أباه حجراً فحلف امرؤ القيس ان لا يأكل لحماً ولا يشرب خمراً حتى يأخذ بثأر أبيه فخرج إلى قيصر ملك الروم مستنصراً به على المنذر فأكرمه فعشق ابنة قيصر وكان يأتيها وكان الطرماح بن قيس الأسدي الشاعر عند قيصر فوشى بامراء القيس عنده فطلبه فهرب فأرسل وراءه رسولاً بخلة مسمومة فأدركه عند أنقرة موضع فيه قلعة الروم فألبسه إياها فتقرح لحمه ومات.
  قوله: (تحولن) خبر لعل وهو فعل ماض. قوله: (مكفوفة بما) أي: فلا شاهد فيها هنا. قوله: (أن شبهة المانع) أي: لوقوع الماضي خبراً قوله: (إن لعل للاستقبال فلا تدخل على ماض) أي: وهذا صادق بسكون الماضي معمولاً لها أولاً أي: ليست العلة في عدم جواز وقوع الماضي خبراً لها عند المانع عدم صحة عملها فيه حتى يتم اعتراض. قوله: (على هذا) أي: على قوله فلا تدخل على ماض قوله: (معمولاً لها) أي: بأن كان خبراً. قوله: (أو معمولاً لما في حيزها) الصواب أن يقول معمولاً لها أو واقعاً في حيزها
٤٧٥ - التخريج: البيت لامريء القيس في (ديوانه ١٠٧؛ وخزانة الأدب ١/ ٣٣١؛ والدرر ٢/ ٥٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٩٥؛ ولسان العرب ١١/ ٤٧٤ (علل)؛ وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ١١٢).
اللغة: القرح: الجرح.
المعنى: لقد رماني الدهر بجراح نازفة بعد الصحة والعافية وقربني من الموت، وعله لا يصيبني وأرجع صحيحاً قوياً كما كنت.