حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيه - من مشكل باب «ليت» وغيره قول يزيد بن الحكم

صفحة 188 - الجزء 2

  بنمزلة «لعلّ»، نحو: {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ٢٣}⁣[مريم: ٢٣]، {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠}⁣[النبأ: ٤٠]، {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ٢٤}⁣[الفجر: ٢٤]، {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ}⁣[النساء: ٧٣].

  تنبيه - من مشكل باب «ليت» وغيره قول يزيد بن الحكم [من الطويل]:

  ٤٧٦ - فَلَيْتَ كَفَافاً كان خَيْرُكَ كلُّهُ ... وَشَرُّكَ عَنِّي مَا ارْتَوَى الْمَاءُ مُرْتَوِي


  وذلك كما في البيت الأخير؛ لأن الماضي ليس فيه معمولاً لما في حيزها، بل واقعاً في حيزها قوله: (أو معمولاً لما في حيزها) أي: ويقال للمانع أنها قد دخلت على الماضي وعملت فيه فيما مر ودخلت عليه ولم تعمل فيه فيما هنا. قوله: (ثبوت ذلك) أي: وقوع الماضي. قوله: (وهي بمنزلة لعل) أي: من حيث العمل ومن حيث إيلاء كل للاستثناء. قوله: (يزيد بن الحكم) بن أبي العاصي الثقفي وأول القصيدة:

  تكاشرني كرها كأنك ناصح ... وعينك تبدي ان صدرك لي دوى

  لسانك ماذي وعينك علقم ... وشرك مبسوط وخيرك منطوى

  عدوك يخشى صولتي إن لقيته ... وأنت عدوي ليس ذاك بمستوى

  وكم موطن لولاي طحت كما هوى ... بإجرائه من قنه النيق منهوى

  فليت كفافاً الخ وبعده:

  جمعت فحشا وغيبة ونميمة ... ثلاث خصال لست عنها بمرعوى

  تكاشر من التكشر وهو التبسم يبدو منه الأسنان ودوى بفتح الدال وكسر الواو يقال رجل دو فاسد الجوف والماذي: بكسر الذال المعجمة وتشديد الياء العسل الأبيض والصولة السطوة والموطن المشهد من مشاهد الحرب وطحت سقطت وهلكت وهو إما بضم الطاء أو بكسرها من طاح يطيح والقنة كالقلة أعلى الجبل والنيق أرفع مكان في الجبل. قوله: (مرتوي) وقف عليه بإثبات الياء؛ لأنه مرفوع والوقف عليه بالياء كما في الوقف على قاضي المرفوع نحو هذا قاضي وعلى أنه منصوب فالوقف عليه بالسكون للضرورة.


٤٧٦ - التخريج البيت ليزيد بن الحكم في (الأغاني ١٢/ ٢٩٩؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٤٧٢؛ وشرح شواهد الإيضاح. ص ١١٥؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٩٦؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ٢٦؛ وأمالي ابن الحاجب ص ٦٣٤).

اللغة: الكفاف: الرزق الذي لا يزيد عن الحاجة. ارتوى فلان فهو مرتو: طلب الماء ليشرب ويذهب عطشه.

المعنى: يتمنّى لو كان خيره كله بمقدار الحاجة لا يزيد عنها وشره بعيد عنه طالما شرب الناس الماء، أي أبداً.