تنبيه - من مشكل باب «ليت» وغيره قول يزيد بن الحكم
  وإشكاله من أوجه أحدها: عدم ارتباط خبر «ليت» باسمها، إذ الظاهر أن «كفافاً» اسمُ «ليت»، وأنَّ «كان» تامة وأنها وفاعلها الخبر؛ ولا ضمير في هذه الجملة. والثاني: تعليقه عن بـ «مرتو». والثالث: إيقاعه «الماء» فاعلاً بـ «ارتوي»؛ وإنما يُقال: ارتوى الشاربُ.
  والجواب عن الأول أن «كفافاً» إنما هو خبر لـ «كان» مقدم عليها وهو بمعنى «كاف»، واسم ليت» محذوف للضرورة، أي فلَيْتَك أو فليته: أي فليت الشأن، ومثله قوله [من الطويل]:
  ٤٧٧ - فَلَيْتَ دَفَعْتَ الْهَمَّ عَنِّي سَاعَةً ... [فَبِتْنَا، عَلَى مَا خَيَّلَتْ، نَاعِمَيْ بَالِ]
  و «خيرك»: اسم «كان»، و «كله»: توكيد له، والجملة خبر «ليت»، وأما و «شرك» فيروى بالرفع عطفاً على «خيرك» فخبره إمّا محذوف تقديره كفافاً؛ فـ «مرتو»:
  قوله: (ولا ضمير في هذه الجملة) أي: مع أن الجملة الواقعة خبراً لا بد فيها من ضمير يعود على المخبر عنه به يرتبط الخبر بالمخبر عنه، وأما الضمير في كله فهو عائد على الخبر لا على اسم ليت الذي هو الكفاف. قوله: (تعليقه عن بمرتو) أي: مع أن مرتو لا يتعدى بعن وإنما يتعدى بمن قوله: (والثالث الخ) هذا الثالث إنما يأتي على قراءة الماء بالرفع. قوله: (ارتوى الشارب) أي: فحق الارتواء ان بسند للشارب لا للماء. قوله: (إنما هو خبر لكان) أي: لا اسم لليت كما هو أصل الاعتراض قوله: (كاف) هو بمعنى مكفوف، أي ممنوع قوله: (أي فليت الشأن) راجع للتقدير الثاني. قوله: (ومثله) أي: في حذف اسم ليت قوله: (فليت دفعت) اسم ليت محذوف أي: ليتك أوليته وجملة دفعت الخ خبر ليت وتمام البيت:
  فبتنا على ما حيلت ناعماً بالي
  وعلى ما حلت من كلام العرب أي على كل حال قوله: (والجملة خبر ليت) أي: والرابط بإعادة المبتدأ بعينه وعلى الثاني لا يحتاج لرابط؛ لأن الخبر عين المبتدأ. قوله: (فخبره إما محذوف) أورد عليه الدماميني أنه لا حاجة للحذف لاحتمال أن كفافاً خبر عنها؛ لأن المصدر يخبر به عن الواحد وغيره قوله: (أما محذوف تقدير كفافاً) أي:
٤٧٧ - التخريج: البيت لعيد بن زيد في (ديوانه ص ١٦٢؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٩٧؛ ونوادر أبي زيد ص ٢٥؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠/ ٤٤٥؛ ٤٥١، ٤٧٤؛ والدرر ٢/ ١٧٧؛ وهمع الهوامع ١/ ١٣٦، ١٤٣).
اللغة: خيلت: تهيأت للمطر البال: الحال والشأن.
المعنى: أتمنى لو أنك أبعدت الهم عن فكري حتى لو لساعة واحدة آنئذ ننام ونحن بحالةٍ. حسنة ناعمة حسب ما هيأت لنا.