حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (لو) على خسمة أوجه:

صفحة 193 - الجزء 2

  للتوكيد بنحو: «لو جاءني أكرمته لكنَّه لم يجاء» فأكدت ما أفادته «لو» من الامتناع.

  والثالث: أنها للتوكيد دائماً مثل «إِنَّ»، ويصحب التوكيد معنى الاستدراك، وهو قول ابن عصفور. قال في المقرب: «إنْ» و «أنَّ» و «لكن»، ومعناها التوكيد، ولم يزد على ذلك، وقال في الشرح: معنى لكنّ التوكيد، وتعطى مع ذلك الاستدراك، اهـ.

  والبصريون على أنها بسيطة، وقال الفراء: أصْلُهَا «لْكِنْ أنَّ»، فطرحت الهمزة للتخفيف، ونون «لكن» للساكنين كقوله [من الطويل]:

  ٤٨١ - [فَلَسْتُ بآتِيهِ وَلا أَسْتَطِيعُه] ... وَلَاكِ أَسْقِني إِنْ كَان مَاؤُكَ ذَا فَضْلِ

  وقال باقي الكوفيين: مركّبة من «لا» و «إن»، والكاف الزائدة لا التشبيهية،


  لئلا يلزم عطف الخاص بأو. قوله: (والثالث) أي: من الأحوال قوله: (للتوكيد الخ) فيه أن المؤكد إنما هو مدخولها إلا أن يقال أنها لما كانت سبباً في ذلك نسب التوكيد لها. قوله: (ومعناها) أي: معنى هذه الثلاثة التوكيد قوله: (وقال) أي: قال ابن عصفور في مقربه. قوله: (فطرحت الهمزة) فيه أن طرح الهمزة حذف النون الساكنة لملاقاة ساكن كلاهما غير مقيس ولو ادعى أن الهمزة نقلت حركتها للساكن قبلها، ثم حذفت النون لاجتماع الأمثال لكان فيه تعليل بموافقة القياس. قوله: (كقوله الخ) تشبيه في طرح نون لكن للساكنين قوله: (ولاك اسقني) هو للنجاشي وقبله:

  وماء قديم العهد بالورد حلوه ... يخال رضاباً أو سلافاً من العسل

  لقيت عليه الذئب يعوي كأنه ... ضليع خلا من كل مال ومن أهل

  فقلت له يا ذئب هل لك في أخ ... يواسي بلا من عليك ولا بخلِ

  فقال هداك الله للرشد إنما ... دعوت لـ الم يأته سبع قبلي

  فلست بآتيه ولا أس تطيعه ... ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

  قوله: (مركبة من لا) أي: النافية وإن المؤكدة قوله: (والكاف الزائدة) اعترض بأنه


٤٨١ - التخريج: البيت للنجاشي الحارثي في (ديوانه ص ١١١؛ والأزهية ص ٢٩٦؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٤١٨، ٤١٩؛ وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٩٥؛ وشرح التصريح ١/ ١٩٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠١؛ والكتاب ١/ ٢٧؛ والمنصف ٢/ ٢٢٩؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ١٣٣، ٣٦١؛ والإنصاف ٢/ ٦٨٤؛ وتخليص الشواهد ص ٢٦٩؛ والجنى الداني ص ٥٩٢؛ وخزانة الأدب ٥/ ٢٦٥؛ ورصف المباني ص ٢٧٧، ٣٦٠؛ وسرّ صناعة الإعراب ٢/ ٤٤٠؛ وشرح الأشموني ١/ ١٣٦؛ وشرح المفصل ٩/ ١٤٢؛ واللامات ص ١٥٩؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٩١ (لكن)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٥٦).

المعنى: يقول على لسان ذئب كان قد دعاه إلى مشاركته في زاده: لن ألبي طلبك ولا أستطيع ذلك، لأنه ليس من عادة الذئاب مؤاكلة الآدميين، ولكن إذا كان لديك فضلة ماء فاسقني منه.