· (لو) على خسمة أوجه:
  وتلازم رفع الاسم ونصب الخبر، وقيل: قد تخرج عن ذلك في مواضع:
  أحدها: أن تكون حرفاً ناصباً للمستثنى بمنزلة إلا»، نحو: «أَتَوْنِي لَيْسَ زَيْداً» والصحيح أنها الناسخة وأن اسمها ضمير راجع للبعض المفهوم مما تقدم، واستتاره، واجب؛ فلا يليها في اللفظ إلا المنصوب وهذه المسألة كانت سبب قراءة سيبويه للنحو، وذلك أنه جاء إلى حَمَّاد بن سلمة لكتابة الحديث فاستملي منه قوله ﷺ: «لَيْسَ مِنْ أَصْحَابي أَحَدٌ إِلا وَلَوْ شِئْتُ لأخَذْتُ عَلَيهِ ليسَ أبا الدَّرْدَاءِ» فقال سيبويه: ليس أبو الدرداء، فصاح به حماد لَحَنْتَ يا سيبويه إنما هذا استثناء، فقال سيبويه: والله لأطلبن علماً لا يلحنني معه أحد، ثم مضى ولزم الخليل وغيره.
  والثاني: أن يقترن الخبر بعدها بـ (إلا) نحو: «لَيْسَ الطَّيبُ إِلا الْمِسْكُ» بالرفع، فإن بني تميم يرفعونه حَمْلاً لها على «ما» في الإهمال عند انتقاض النفي، كما حمل أهْلُ الحجاز «ما» على «ليس» في الإعمال عند استيفاء شروطها، حكى ذلك عنهم أبو العلاء، عمرو بن فبلغ ذلك عيسى بن عمر الثقفي، فجاءه فقال له: يا أبا عمرو ما شيء بلغني عنك؟ ثم ذكر ذلك له، فقال له أبو عمرو: نِمْتَ وَأَدْلَجَ النَّاسُ، ليس في
  لشبه ليس بالفعل في كونها على ثلاثة وبمعنى ما كان وكونها رافعة وناصبة كما ألحق الضمير بهات فقيل هاتيا هاتوا هاتي مع كونه اسم فعل لقوة مشابهته الأفعال وحاصله منع كونه لحاق الضمير البارز للكلمة من خصائص الفعل وكذا التاء الساكنة.
  قوله: (أتوني ليس زيداً) أي: فأتوني فعل ماض وفاعل والنون للوقاية، والياء مفعول وليس حرف استثناء زيداً منصوب على الاستثناء بليس أي: إلا زيداً. قوله: (وان اسمها ضمير) فإذا قلنا قام القوم ليس زيداً فزيداً مستثنى بليس منصوب بها على أنه خبرها واسمه ضمير مستتر فيها عائد على البعض المفهوم مما تقدم أي: قاموا ليس بعضهم زيداً. قوله: (جاء إلى حماد) أي: أحد مشايخ أبي حنيفة. قوله: (لأخذت عليه) من المؤاخذة أي: لعبت عليه بما حصل منه إلا أبا الدرداء فإنه لم يحصل منه ما يقتضي المعاتبة. قوله: (ولزم الخليل) وفي نسخة ولزم الأخفش. قوله: (والثاني) أي من المواضع التي تخرج فيها ليس عن نصب الاسم ورفع الخبر. قوله: (يرفعونه) أي: على أنه خبر المبتدأ وهو الطيب وليس فعل ماض أو حرف نفي مهمل قوله: (حملاً لها) أي: لليس. قوله: (عند انتقاض النفي) أي: نفي ليس وهذا ظرف ليرفعون أو لحملا وأما إهمال ما فهو مطلق عند بني تميم، ولو لم ينتقض النفي قوله: (حكى ذلك) أي: حكى ليس الطيب إلا المسك برفع الجزأين وقوله: عنهم أي: عن بني تميم. قوله: (فبلغ ذلك) أي: ما ذكر من الحكاية. قوله: (ما شيء بلغني عنك) أي: شيء عظيم بلغني عنك. قوله: (ثم ذكر ذلك له) أي: حكاية رفع الجزأين في قول القائل ليس الطيب إلا المسك عن بني تميم قوله: (وأدلج الناس) أي: