· (لو) على خسمة أوجه:
  الأرض تميمي إلا وهو يرفع، ولا حجازي إلا وهو ينصب، ثم قال لليزيدي ولخلف الأحمر: اذهبا إلى أبي مهدي فَلَقناه الرفع فإنه لا يرفع، وإلى المنتجع التميمي النصب فإنَّه لا ينصب فأتياهما وَجَهَدَا بكلِّ منهما أن يرجع عن لغته فلم يفعل، فأخبرا أبا عمرو وعنده عيسى، فقال له عيسى: بهذا فُقْتَ الناس.
  وخَرَّجَ الفارسي ذلك على أوْجُةٍ:
  أحدها: أن في «ليس ضمير الشأن، ولو كان كما زعم لدخلت إلا على أول الجملة الاسمية الواقعة خبراً فقيل: ليس إلا الطيب المسك، كما قال [من الطويل]:
  ٤٨٧ - أَلَا لَيْسَ إِلا مَا قَضَى اللَّهُ كَائنٌ، وَمَا يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ نَفْعاً وَلَا ضُرًا وأجاب بأن «إلا» قد تُوضع في غير موضعها مثل: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا}[الجاثية: ٣٢]، وقوله [من المتقارب]:
  ٤٨٨ - [أحل له الشيبُ أثقالَهُ] ... وَمَا اغْتَرَّهُ الشَّيْبُ إِلا اغْتَرَارًا
  أي إن نحن إلا نظن ظناً، وما اغتره اغتراراً إلا الشيب؛ لأن الاستثناء المفرغ لا يكون في المفعول المطلق التوكيدي، لعدم الفائدة فيه وأجيب بأن المصدر في الآية
  ساروا ليلاً، فالمراد وصفه بالتقصير قوله: (إلا وهو يرفع) أي: المسك وقوله: إلا وهو ينصب أي: المسك على أنه خبر ليس قوله: (لليزيدي) هو الإمام يحيى أبو عمرو الدوري.
  قوله: (أبي مهدي) أي: الحجازي. قوله: (وخرج الفارسي ذلك) أي: ذلك التركيب أعني ليس الطيب إلا المسك قوله: (ضمير الشأن) أي: وهو اسم ليس والطيب مبتدأ والمسك خبره والجملة في محل نصب خبر ليس قوله: (ألا ليس) اسم ليس ضمير الشأن محذوفاً. قوله: (لعدم الفائدة فيه) أي: في الاستثناء والنفي، بل كان يؤتى بالمستثنى منه مثبتاً ابتداءً وثبوته هو ثبوت مؤكدة. قوله: (لعدم الفائدة فيه) قول بل لعدم صحة الاستثناء المذكور أصلاً وذلك؛ لأن مصدر ضربت في قولك ما ضربت إلا ضرباً لا
٤٨٧ - التخريج: البيت بلا نسبة في (الجنى الداني ص ٤٩٦ ٤٩٦؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٠٤). المعنى: لا يملك المرء لنفسه شيئاً، فكل مقتضي بأمر المولى العزيز القدير، النفع والضرر بيده.
٤٨٨ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ٩٥؛ وخزانة الأدب ٣/ ٣٧٤؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٩٧؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٠٤؛ وشرح المفصل ٧/ ١٠٧).
اللغة: أحلّ: أنزل أثقاله: متاعبه، اغتره. خدعه.
المعنى: لقد فأجاته الشيخوخة بأعبائها وهمومها، كما داهمه الشيب على حين غرة منه ولم يكن قد فكر فيه من قبل.