حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

فأما أوجه الاسمية

صفحة 205 - الجزء 2

  أي: رب شيء تكرهه النفوس، فحذف العائد من الصفة إلى الموصوف. ويجوز أن تكون «ما» كافة، والمفعول المحذوف اسماً ظاهراً، أي قد تكره النفوس من الأمر شيئاً، أي وصفاً فيه، أو الأصل أمراً من الأمور، وفي هذا إنابة المفرد عن الجمع، وفيه وفي الأول إنابة الصفة غير المفردة عن الموصوف؛ إذ الجملة بعده صفة له؛ وقد قيل في: {إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ}⁣[النساء: ٥٨]: إن المعنى نعم هو شيئاً يعظكم به. فـ «ما» نكرة تامة تمييز والجملة صفة والفاعل مستتر؛ وقيل: «ما» معرفة موصولة فاعل، والجملة صلة، وقيل غير ذلك. وقال سيبويه في: {هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ٢٣}⁣[ق: ٢٣]: المراد شيء لدي عتيد، أي: مُعَدّ أي: لجهنّم بإغوائي إياه، أو حاضر؛ والتفسير الأول رأي الزمخشري، وفيه أن ما حينئذ للشخص العاقل، وإن قدرت «ما» موصولة


  الواشي: يكذب فهرب أبو عمرو إلى اليمن مخافة من شره فمكث هناك والحال أنه إمام يرجع إليه في المسائل فخرج ذات يوم إلى ظاهر الصحراء، قال: فرأيت أعرابياً يقول لآخر: ألا أبشرك قال بلى قال مات الحجاج فأنشد ربما تكره النفوس البيت الفاء وأنشده بفتح من فرجة، قال أبو عمرو: ولا أدري بأي الشيئين أفرح أبموت الحجاج، أم بقوله: فرجة بفتح الفاء، ونحن نقول فرجة بضمها وهو خطأ وتطلبت ذلك زماناً في استعمالاتهم، قال أبو عمرو: وكنت بقوله فرجة بفتح الفاء أشد فرحاً معنى بقوله: مات الحجاج قوله: (له فرجة) بفتح الفاء المرة من الفرج وهو زوال الهم وبالضم الثقب في الحائط ونحوها. قوله: (كحل العقال) أي: فرجة سهلة سريعة كحل عقال الدابة وهو الحبل الذي يشد به يداها عند البروك لمنعها عن القيام قوله: (كافة) أي: لرب، أي فتكون حرفاً فلا تكون مما نحن فيه بل مما يأتي قوله: (أي وصفا فيه) تفسير للشيء والضمير فيه للأمر أو أن المفعول يقدر أمراً إن أردت من الأمر المذكور الجنس.

  قوله: (وفي هذا) أي: الأخير. قوله: (إنابة المفرد) أي: الأمر وقوله عن الجمع أي: الأمور. قوله: (وفيه) أي الأخير وقوله وفي الأول أي: النسبي وهو الذي قبله. قوله: (إنابة الصفة) أي: له فرجة ولا شك أنها جملة وقوله عن الموصوف أي: أمراً أو وصفاً. قوله: (إذا الجملة) يعني: له فرجة وقوله: صفة له أي: لذلك المفعول. قوله: (نكرة تامة) صوابه ناقصة؛ لأن الذي يوصف إنما هو الناقصة على أن الكلام فيها. قوله: (تمييز) أي: الضمير المبهم قوله: (والجملة) صفة أي: جارية على غير من هي له. قوله: (وقيل غير ذلك) أي: فقيل إنها مصدرية وقيل: إنها كافة لنعم عن الفاعل. قوله: (المراد لشيء لدي) أي: فما نكر. ناقصة خبر هذا وقوله لدي صفة وعتيد صفة ثانية وهذا المعنى الذي ذكره الشارح بناءً على أن المراد بالقرين الشيطان، وقيل: هو أحد الزبانية وعليه فالإشارة لما أعد له من العذاب وقيل: كاتب السيآت والإشارة للعمل السيء المكتوب. قوله: (رأى الزمخشري) حيث قال قوله: قال قرينة أي: الشيطان هذا، أي: