فأما أوجه الاسمية
  فـ «عتيد» بدل منها، أو خبر ثان، أو خبر لمحذوف.
  والتامة تقع في ثلاثة أبواب:
  أحدها: التعجب، نحو: «ما أحْسَنَ زَيْداً» المعنى: شيء حَسَّن زيداً، جزم بذلك جميع البصريين، إلا الأخفش فجوّزه، وجوز أن تكون معرفةً موصولة والجملة بعدها صلة لا محلّ لها، وأن تكون نكرة موصوفة والجملة بعدها في موضع رفع نعتاً لها؛ وعليهما فخبر المبتدأ محذوف وجوباً، وتقديره: شيء عظيم ونحوه.
  الثاني: باب «نغم» و «بئْسَ»، نحو: «غَسَلْته غَسْلاً نِعِمَّا»، و «دَقَقْتُهُ دَقًّا نِعِمَّا»، أي: نعم شيئاً، فـ «ما»: نصب على التمييز عند جماعة من المتأخرين منهم الزمخشري وظاهر كلام سيبويه أنها معرفة تامة كأمر.
  الكافر شيء عندي مهيأ لجهنم لإغوائي إياه، وأما على كلام غير الزمخشري فالمراد بالقرين الخازن لجهنم أي: قال الخازن لجهنم شيء عندي حاضر لجهنم. قوله: (حينئذ) أي: حيث تفسير عتيد بمعد ومهيأ أما أن فسر بحاضر فيحتمل أن المراد به العمل السيء أو العذاب، وكلاهما لا يعقل. قوله: (للشخص) أي: الكافر العاقل، وأجيب بأنه نزل منزلة غير العاقل لمخالفة الرسول واتباع الشيطان.
  قوله: (والتامة) أي التي لا تفتقر لصفة. قوله: (في ثلاثة أبواب) أي: على خلاف في ذلك وبعضهم منع تمامها فيها أيضاً. قوله: (شيء حسن زيداً) أي: صيره حسنا. قوله: (جزم بذلك) أي: بكون ما في هذا التركيب نكرة تامة. جميع البصريين فما عندهم نكرة تامة في محل رفع مبتدأ، وأحسن فعل ماض مزيداً مفعوله والفاعل ضمير مستتر عائد على ما والجملة خبر المبتدأ أو قال ابن درستويه ما استفهامية وما بعدها خبرها قال الرضى ومذهبه قوي من حيث المعنى؛ لأنه جهل سبب حسنه. فاستفهم عنه، وقد استفيد التعجيب من الاستفهام نحو وما أدراك ما يوم الدين، وأتدري ما هو وعليه فهي من فروع المضمنة معنى الحرف وعلى ما ذكره المصنف التعجيب من الجملة قوله: (والجملة بعدها صلة) والتقدير الذي حسن زيداً شيء عظيم قوله: (وأن تكون نكرة موصوفة) أي: فهي والتقدير شيء موصوف بأنه حسن زيداً عظيم قوله: (وعليهما فخبر المبتدأ محذوف وجوباً) فيه أنه لا يجب حذفه إلا إذا سد شيء مسده وهنا لم يسد شيء مسده قوله: شيء عظيم. هذا التقدير إنما هو على احتمال أن ما موصولة مبتدأ والجملة بعدها صلة أما على احتمال أنها نكرة موصوفة بالجملة بعدها فالخبر إنما يقدر عظيم فقط. قوله: (على التمييز) أي: للضمير المبهم وفيه أن ما مساوية في الإبهام والقصد بالتمييز بيان المميز أجيب بمنع المساواة؛ لأن المراد بالشيء هنا شيء له عظم فهي أي ما تزيد على الشيء بخصوصية التعظيم والفخامة قوله (أنها معرفة تامة) والتقدير نعم الغسل ونعم الدق فما فاعل لنعم.