حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

الثالث: أن تكون نكرة مضمنة معنى الحرف

صفحة 208 - الجزء 2

  {السحر} على الخبر فـ «ما» موصولة و «السحر» خبرها، ويقوّيه قراءة عبد الله {ما جِئتُم بِهِ سِحْر}.

  ويجب حذف ألف «ما» الاستفهامية إذا جُرَّتْ وإبقاء الفتحة دليلاً عليها، نحو: «فِيمَ»، و «إلامَ»، و «عَلَامَ»، و «بم»، وقال [من الطويل]:

  ٤٩٣ - فَتِلْكَ وَلاَةُ السُّوءِ قَدْ طَالَ مُكْثهُمْ، ... فَحَتامَ حَتامَ الْعَناءُ الْمُطَوَّلُ

  وربما تبعت الفتحة الألف في الحذف، وهو مخصوص بالشعر، كقوله [من الرمل]:

  ٤٩٤ - يا أبا الأسْوَدِ لِمْ خَلَفَتَنِي ... لهمومٍ طَارِقَاتٍ وَذِكَرْ


  الخبر) فما موصولة والسحر خبرها إن قلت إن بين قراءة الاستفهام والخبر تناف؛ لأن قراءة الخبر تفيد أن موسى جزم بأن ما جاؤوا به سحر، وقراءة الاستفهام تفيد عدم علمه بذلك واستفهامه عنه والجزم مخالف لذلك وأجيب بأن المراد من الاستفهام التحقير لا الاستفهام الحقيقي كما أن الغرض من الإخبار ذلك أو يقال لا مانع من أن موسى استفهم أولاً ثم أخبر بذلك فكل من القراءتين ناظر لحالة وهذا الإشكال إنما يرد إذا جعلنا ما على قراءة الخبر موصولة كما قال الشارح وهو الظاهر أما إذا جعلت استفهامية وحذفت الأداة مما بعدها معرفاً أو منكراً، أي: أي شيء جئتم به أهو السحر أو سحر فلا تنافي بين القراءتين ولا تأييد بالتنكير. قوله: (ويجب حذف الخ) هذا إشارة لحكم متعلق بما بالنظر للفظ والنطق.

  قوله: (وإبقاء الفتحة) أي: ويجب إبقاء الخ. قوله: (فتلك) مبتدأ خبره ولاة وجملة قد طال حال من الولاة والعامل ما في اسم الإشارة من معنى الفعل أي: أشير إليهم في حال كونهم طويلي المكث وحتام الثاني توكيد لفظي والعناء مبتدأ والمطول صفة له والخبر محذوف، أي: منهم أو من الناس والولاة جمع وال وهم الأمراء والعمال والمكث مثلث الميم الإقامة واللبث وفاء فحتام فصيحة أي: إذا كان الأمر كذلك فحتام والعناء التعب. قوله: (فحتام) أي: فحتى حرف جر وم مجرور بها وقد حذف ألفها. قوله: (لم خلفتني)


٤٩٣ - التخريج: البيت للكميت في (الدرر ٦/ ٤٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٩؛ وشرح عمدة الحافظ ص ٥٧١؛ والمقاصد النحوية ٤/ ١١١؛ وليس في ديوانه؛ وبلا نسبة في الدرر ٤/ ٧٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٤٠٩؛ ولسان العرب ١٢/ ٥٦٣ (لوم)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٢٥).

اللغة: الوالي: الحاكم. المكث: طول الإقامة. العناء: التعب.

المعنى: لقد حكموا بالشر، وطال حكمهم، وإقامتهم على الرقاب فإلى متى نعاني من ظلمهم وشرهم.

٤٩٤ - التخريج: البيت بلا نسبة في (خزانة الأدب ٦/ ١٠٠، ٧/ ١٠٨، ١٠٩؛ والدرر ٦/ ٣١٠؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٢/ ٢٩٧؛ وشرح شواهد الشافية ص ٢٢٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٠٩؛ وشرح المفصل ٩/ ٨٨؛ والصاحبي في فقه اللغة ص ١٥٩؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢١١). =