فأما أوجه الاسمية
  تفسير ابن الشجري له بالسرجين ومثله قول الآخر [من البسيط]:
  ٤٩٦ - إِنَّا قَتَلْنَا بِقَتْلانَا سَرَاتَكُمُ، ... أَهْلَ اللوَاءِ، فَفِيمَا يَكْثُرُ الْقِيلُ
  ولا يجوز حمل القراءة المتواترة على ذلك لضعفه؛ فلهذا رد الكسائي قول المفسرين في {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}[يس: ٢٧] إنها استفهامية، وإنما هي مصدرية، والعجب من الزمخشري إذ جوّز كونها استفهامية مع ردّه على مَنْ قال في {بِمَا أَغْوَيْتَنِي}[الحجر: ٣٩] إن المعنى: بأي شيء أغويتني بأن إثبات الألف قليل شاذ، وأجاز هو وغيره أن تكون بمعنى: الذي وهو بعيد؛ لأن الذي غفر له هو الذنوب،
  الرواية. قوله: (بالسرجين) أي: الزبل قوله: (سراتكم) أي: عظمائكم وقوله: ففيما يكثر القتل، أي ففي أي شيء يكثر القتل في الرعاع حيث ماتت الشجعان واللواء العلم أي: الراية والشاهد في قوله: ففيما حيث أثبت الألف. قوله: (ولا يجوز الخ) هذا كلام مستأنف والمراد بالقراءة المتواترة قوله تعالى: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}[يس: ٢٧] لا قوله: {عَمَّا يَتَسَاءَلُونَ}[النبأ: ١]؛ لأن هذه قراءة شاذة وحاصله أن بعضهم ذكر أن ما في قوله تعالى: {بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي}[يس: ٢٧] استفهامية وأنه إنما ثبتت ألفها حملاً على ما ذكر في البيتين فرد المصنف عليه بأن ذلك الحمل لا يصح. قوله: (وإنما هي مصدرية) أي: وقال إنها مصدرية أي: يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي. قوله: (إذ جوز كونها استفهامية) أي: حيث قال يعني: بأي شيء غفر لي ربي يريد به ما كان منه معهم من المصابرة وإعزاز الدين حتى قتل قوله: (مع رده) أي: فما رد به قد لزمه وهذا عجيب. قوله: (أن المعنى بأي شيء أغويتني) أي: ثم ابتدأ وقيل لأقعدن الخ. قوله: (بأن إثبات) متعلق برده. قوله: (شاذ) أي: فلا يخرج عليه القرآن الذي هو أفصح كلام. قوله: (أن تكون) أي: ما في قوله: بما غفر لي ربي قوله: (وهو بعيد) أجيب بأن ما إذا جعلت بمعنى الذي لا تجعل واقعة على الذنوب بل على الغفران والمعنى يا ليت قومي يعلمون بالغفران الذي غفره لي ربي فإذاً لا تفاوت في حاصل المعنى بين المصدرية والموصولة سلمنا أن ما واقعة على الذنوب فنقول إنه لا يبعد إرادة الإطلاع عليها مطلقاً؛ بل يجوز إرادة الإطلاع عليها مغفورة ليعلم سعة كرم إلهه وشرف دينه حيث غفرت منه هذه الذنوب مع عظمها نعم يرد عطف قوله: وجعلني من المكرمين بغير الفاء مع أنها لا تصلح صلة لعدم العائد
٤٩٦ - التخريج: البيت لكعب مالك ٢٥٥؛ في (ديوانه ص ٢٥٥؛ وخزانة الأدب ٦/ ١٠١، ١٠٥، ١٠٦، وبلا نسبة في الأزهية ص ٨٦؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧١٠).
اللغة: سراة جمع سري، وهو الشريف في قومه. اللواء الراية القيل: القول أهل اللواء: حاملو اللواء للحرب، و (هنا) هم بنو عبد الدار في قريش.
المعنى: الحرب كالدهر يوم تنصر فيه، ويوم تغلب، واليوم غلبناكم وثأرنا منكم لقتلانا فلماذا يكثر كلامكم عن انتصاراتكم.