فصل
  جِئْتَ»، والتحقيق أن الأسماء لا تزاد.
  ***
  النوع الثاني: الشرطية، وهي نوعان: غير زمانية، نحو: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}[البقرة: ١٩٧]، {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ}[البقرة: ١٠٦]، وقد جوزت في {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل: ٥٣] على أن الأصل: وما يَكُن، ثم حذف فعل الشرط، كقوله [من الطويل]:
  ٥٠١ - إِنِ الْعَقْلُ فِي أَمْوَالِنَا لا تَضِقّ بِهَا ... ذراعاً، وإن صبراً فَتَصْبِرُ للصَّبْرِ
  أي: إن يكن العقل، وإن نحبس حبساً، والأرجح في الآية أنها موصولة، وأن
  قوله: (إن الاسماء لا تزاد) أي: وذا اسم إما للإشارة أو موصولة وكذلك ما اسم أما موصول أو للاستفهام أو نكرة فهذا رد للخامس والسادس.
  قوله: (النوع الثاني) أي: من نوعي ما النكرة المضمنة لمعنى الحرف. قوله: (غير زمانية) أي: وهو الغالب في الشرطية. قوله: (وما تفعلوا) ما اسم شرط جازم وتفعلوا فعل الشرط ومن خير بيان لما ويعلمه جواب الشرط. قوله: (وقد جوزت) هذا التجويز شاذ لأن فعل الشرط وحده لا يحذف إلا إذا دل عليه مفسر بعده كما في قوله تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}[التوبة: ٦] وحينئذ فلا ينبغي أن يخرج القرآن على هذا الوجه لأنه شاذ. قوله: (وما يكن) أي: بكم. قوله: (إن العقل) أي: الدية وقوله لا نضق بالنون. قوله: (وإن نحبس) هذا تفسير لقوله وإن صبراً لأن الصبر معناه الحبس والشاهد في إن العقل لا في قوله وإن صبراً وذلك لأن الأول هو الذي حذف فيه فعل الشرط وحده، وأما الثاني فهو من قبيل ما حذف فيه جملة الشرط وحده بدون الأداة كما في:
  قالت بنات العم يا سملى وإنن ... كان فقيرا معدما قالت وإنن
  فإن قلت كيف دخلت الفاء على نصبر مع أنه صالح لأن يكون شرطاً قلت ليس تصبر هو الجواب حتى يرد هذا بل هو خبر مبتدأ محذوف أي فنحن نصبر على حد قوله تعالى: {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ}[المائدة: ٩٥] أي فهو ينتقم الله منه، والجواب إذا كان جملة اسمية فالفاء فيها لازمة قوله: (وإن نحبس) أشار إلى أن الصبر والحبس والعقل
٥٠١ - التخريج البيت لهدبة بن الخشرم في (ديوانه ص ٩٨؛ وخزانة الأدب ٩/ ٣٣٧؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٧٦، ٢٧٩، ٢/ ٧١٥؛ والكتاب ١/ ٢٥٩).
اللغة: العقل: الدية. لا نضيق ذراعاً: لا نعجز عن دفعها. الصبر: أن نقتل إنساناً موثقاً، أو هو السجن. المعنى: إن كان المال فدية لنا عن القتل فنحن مؤدوه، وإن كان السجن، فنحن محتملون، وإن كان لا بد من القتل، فنحن صابرون.