فصل
  الفاء داخلة على الخبر، لا شرطيّة والفاء داخلة على الجواب.
  وزمانية، أثبت ذلك الفارسي وأبو البقاء وأبو شامة وابن بري وابن مالك، وهو ظاهر في قوله تعالى: {فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ}[التوبة: ٧]، أي: استقيموا لهم مدة استقامتهم لكم، والمحتمل في {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}[النساء: ٢٤].
  الدية وضاق ذراعاً وذرعاً عجز أي لا نعجز عن أدائها بل نقدر عليه، ولما كان الذراع موضع شهرة الإنسان قيل في الأمر الذي لا طاقة للإنسان به ضاق بهذا الأمر ذراع فلان وذرعه أي حيلته بذراعيه وهذا البيت لهدبة بن خشرم يخاطب معاوية وكان حبسه في قصاص، ومن استعمال العقل في الدية كما في البيت قول ابن نباتة في قصيدة له:
  وأصبوا إلى السحر الذي في جفونه ... وإن كنت أدري إنه جالب قتلي
  وأرضى بأن أمضي قتيلا كما مضى ... بلا قود مجنون ليلى ولا عقل
  قوله: (والأرجح) ربما أفاد إن في الآية راجحية مع أنه شاذ فالأولى أن يقول والراجح في الآية. قوله: (وإن الفاء داخلة على الخبر) أي: لعموم المبتدأ ومشابهته لأدوات الشرط في العموم قوله: (وابن بري) بفتح الموحدة قوله: (فما استقاموا لكم) ما اسم شرط جازم واستقاموا فعل الشرط، وقوله: فاستقيموا في محل جزم جواب الشرط وما معمول للجواب، وإنما كان جعل ما هنا شرطية زمانية ظاهراً لوجود الفاء مع عدم التعلق وإنما لم يكن نصاً لاحتمال المصدرية الظرفية كما هو ظاهر حله لكنه حل معنى وإلا نافي الظاهر قوله: (استقيموا لهم مدة استقامتهم) هذا حل معنى وإلا فالمعنى الحقيقي استقيموا لهم وقت استقاموا لكم وإلا فظاهره أنها مصدرية ظرفية مع أنه ليس كذلك أيمنع منها وجود الفاء، وإنما ألجأه إلى حل المعنى الإشارة إلى أن ما معمول استقيموا قوله: (ومحتمل) أي: لأن تكون زمانية ويجوز أن تكون موصولة فعلى الأول تكون ما اسم شرط جازم مبتدأ والعائد عليها من جملة الخبر الضمير في به، وقوله: فآتوهن جواب الشرط والخبر إما جملة الجواب أو الشرط أو هما وليست ظرفاً معمولة لاتوهن وعلى هذا المعنى أي زمن استمتعتم فيه بالنساء فآتوهن الخ، وهذا بعيد لجعل به بمعنى فيه ومن في منهن بمعنى الباء، وأيضاً يلزم عليه أن كلما يطأ امرأته يدفع لها صداقاً وهو باطل فهذا الوجه باطل لفظاً. ومعنى.
  قوله: (ومحتمل الخ) اعلم أن ما في هذه الآية تحتمل احتمالات ثلاثة أولها: أن تكون شرطية غير زمانية مبنية في المعنى بالاستمتاع والمعنى أي تمتع تمتعتم به منهن من وطء أو عقد فآتوهن أجورهن لأجله فالضمير في به راجع لما المبينة بالاستمتاع وقدر لأجله لأجل ربط المبتدأ أعني ما بالخبر الذي هو الجواب، وثانيها: أن تكون موصولة بمعنى اللاتي وعليه فأفرد لا ضمير في به نظراً للفظ ما وأعاده جمعاً في فآتوهن نظراً