وأما أوجه الحرفية
  ٥٠٤ - أَجَارَتَنَا إِنَّ الْخُطُوبَ تَنُوبُ ... وَإِنِّي مُقيمٌ مَا أَقَامَ عَسِيبُ
  ولو كان معنى كونها زمانية أنها تدل على الزمان بذاتها لا بالنيابة لكانت اسماً ولم تكن مصدرية كما قال ابن السكيت وتبعه ابن الشجري في قوله [من البسيط]:
  ٥٠٥ - مِنَّا الَّذِي هُوَ ما إِنْ طَرَّ شَارِبُهُ، ... وَالعَانِسُونَ، وَمِنَّا الْمُردُ والشَّيبُ
  معناه حين طر، قلت وزيدت «أنْ» بعدها لشبهها في اللفظ بـ «ما» النافية،
  قوله: (أن الخطوب) هي أسباب الأمور يقال ما خطبك أي ما سبب الأمر الذي تلبست به ولكنه كثر استعماله في الأمر الصعب الشاق وتنوب تصيب. قوله: (ما أقام عسيب) اسم لجبل أي مدة إقامة هذا الجبل. قوله: (على الزمان بذاتها) أي: بحيث يراد ما نفس الوقت أو الحين أو المدة. قوله: (لكانت اسماً) أي: واللازم باطل فكذا من الملزوم فتعين أنها لا تدل بذاتها على الزمان بل بالنيابة لأنها حرف والكلام فيها. قوله: (ولم تكن مصدرية) أي: لأنها لا تكون إلا حرفاً قوله: (كما قال ابن السكيت الخ) أي: فإنهما قالا إنها تدل على الزمان بذاتها في البيت المذكور فجعلاها زمانية غير مصدرية. قوله: (طر) أي: نبت قوله: (المرد جمع أمرد) وهو الذكر الذي لا شعر بوجهه والشيب جمع أشيب وهو الذي شاب أي أبيض شعره قوله: (والعانسون) أي: الذين طال مكثهم جمع بلا تزويج. قوله: (معناه الخ) أي: فقد دلت على الزمان بذاتها. قوله: (وزيدت أن بعدها) أي: في قوله ما أن طر الخ. قوله: (لشبهها في اللفظ) أي: في الصورة. قوله:
٥٠٤ - التخريج: البيت لامراء القيس في (ديوانه ص ٣٥٧؛ وأمالي الزجاجي ص ٢١١؛ وخزانة الأدب ٨/ ٥٥١؛ وشرح شواهد المغني ص ٧١٥؛ ولسان العرب ١/ ٥٩٩ (عسب)؛ وبلا ص نسبة في جمهرة اللغة ص ٣٣٨؛ ومجالس ثعلب ص ٥٤٠).
اللغة: تنوب: تصيب والخطوب: جمع خطب، وهو الأمر الشديد، وعسيب: جبل بعالية نجد معروف.
المعنى: يا جارتي المصائب تنال المرء حيث كان وأنا سأدفن جانب جبل عسيب هذا، وسأبقى بجواره ما دام.
٥٠٥ - التخريج: البيت لأبي قيس بن رفاعة في (إصلاح المنطق ص ٣٤١؛ ولسان العرب ٦/ ١٤٩ (عنس)؛ ولأبي قيس بن رفاعة أو لأبي قيس بن الأسلت في الدرر ١/ ١٣١؛ وشرح شواهد المغني ص ٧١٦؛ والمقاصد النحوية ١/ ١٦٧؛ وبلا نسبة في الأزهية ص ٩٧؛ وأمالي القالي ٢/ ٦٧؛ وسرّ صناعة الإعراب ص ٦٨٣؛ وشرح الأشموني ١/ ٣٥؛ وهمع الهوامع ١/ ٤٥).
اللغة: طرّ: طلع أو نبت عانس: الآنسة المقيمة في أهلها على غير زواج. الأمرد: حان وقت ظهور شعر لحيته ولم يظهر أشيب صاحب الشعر الأبيض.
المعنى: إنا قوم شجعان فينا من لم تنبت لحيته والكهل والرجل الذي لم يتزوج، وكلنا سواء في الشجاعة والإقدام.