حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما أوجه الحرفية

صفحة 224 - الجزء 2

  وفي البيت - مع هذا العيب - شذوذان: إطلاق العانس على المذكر، وإنما الأشهر استعماله في المؤنث، وجَمْعُ الصِّفة بالواو والنون مع كونها غير قابلة للتاء ولا دالة على المفاضلة.

  وإنما عدلت عن قولهم: «ظرفية» إلى قولي «زمانية» ليشمل نحو: {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ}⁣[البقرة: ٢٠]، فإن الزمان المقدَّرَ هنا، مخفوض أي: كل وقت إضاءة، والمخفوض لا يُسمى ظرفاً.

  ولا تشارك «ما» في النيابة عن الزمان «أن» خلافاً لابن جنّي، وحَمَل عليه قوله [من الطويل]:

  ٥٠٦ - وَتَاللَّهِ مَا إِنْ شَهْلَةٌ أُمَّ وَاحِدٍ ... بِأَوْجَدَ مِنِّي أَنْ يُهَانَ صَغِيرُهَا


  جواب عما يقال إنه يلزم عليه أن العرب تخلط في الكلام وتخطاء فيه وهو باطل، وحاصل الجواب إن العرب إنما يتحاشون من الخطأ في اللفظ دون المعنى وهذا الخطأ إنما هو من جهة المعنى لا الإعراب فلا إيراد قوله: (مع هذا اللعيب) أي: مع قطع النظر عن الجواب عنه بما تقدم من قوله، وأما العرب الخ.

  قوله: (إطلاق العانس على المذكر الخ) قال الدماميني لم أر التصريح بشذوذ إطلاق العانس على المذكر في كلام أحد من اللغويين بل في الصحاح» و «القاموس» إطلاقه عليهما فلعل المصنف استند فيه على نقل يعتمد، وأما جمع الصفة بالواو والنون في غير ما ذكر فالكوفيون يرون جوازه قياسياً، وإن مثله غير شاذ على إنه يرد على المصنف النقض بنحو خصي مما هو صفة بالمذكر فإنه يجمع بالواو والنون مع إنه لا يصدق عليه شيء مما ذكره إذ خصيون ليس قابلاً للتاء ولا دالاً على المفاضلة. قوله: (ولا دالة على المفاضلة) جواب عما يقال إنها تقبل التاء وتكون للمبالغة لا للتأنيث فلا يصح إطلاق القول بعدم قبولها للتاء، فقال إنها لا دلالة لها على المفاضلة حتى تكون التاء فيها للمبالغة فصح القول بإطلاق عدم قبولها للتاء. قوله: (والمخفوض) أي: من أسماء الزمان أو المكان وفيه إنها مخفوضة بكل وكل منصوبة ومن المعلوم إن كل بعض ما يضاف إليه فالوقت منصوب في المعنى أي بعضه منصوب لأن كل بعض منه فكأنه منصوب باعتبار نصب بعضه، كذا قيل وهو بعيد قوله: (ولا تشارك ما) أي: المصدرية وقوله إن أي المصدرية.

  قوله: (خلافاً لابن جَنّي) أي: القائل إنها تشاركها لأنها أختها في إن كلا مصدرية. قوله: (شهلة) هي المرأة الوسط والعجوز وقوله أم واحد أي أم ولد واحد وقوله بأوجد أي


٥٠٦ - التخريج: البيت الساعدة بن جؤية في (شرح أبيات المغني ٥/ ٢٤٤؛ وأشعار الهذليين ص ١١٧٧؛ وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٧١٦).

اللغة: الشهلة العجوز. أوجد مني: أشد وجداً مـ