حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما أوجه الحرفية

صفحة 231 - الجزء 2

  بعض السبعة {وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا}⁣[النور: ٩]، على أنا لا نسلم أن اسم «أن» المخفّفة يتعيّن كونه ضمير شأن؛ إذ يجوز هنا أن يقدَّر ضمير المخاطب في الأول والغائبة في الثاني؛ وقد قال سيبويه في قوله تعالى: {أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ ١٠٤ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا}⁣[الصافات: ١٠٤ - ١٠٥] إن التقدير: أنك قد صدقت؛ وأما {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ}⁣[الأنعام: ١٣٤]، {وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ}⁣[لقمان: ٣٠]، {إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}⁣[النحل: ٩٥]، {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ٥٥ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ}⁣[المؤمنون: ٥٥، ٥٦]، {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}⁣[الأنفال: ٤١] فـ «ما» ذلك كله أسم باتفاق، والحرف عامل، وأما {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ}⁣[البقرة: ١٧٣]، فمَن نَصَبَ «الميتة» فـ «ما»: كافّة؛ ومَنْ رفعها - وهو أبو رجاء العطاردي - فـ


  قوله: (إذ يجوز الخ) هذه طريقة مرجوحة والحق أن اسم إن المخففة ضمير الشأن. قوله: (في الأول) أي: في قوله أما أن جزاك الله خيراً، وقوله في الثاني أي الآية أي إنها غضب الله عليها وإنك جزاك الله خيراً. قوله: (أيحسبون أن ما نمدهم الخ) أن حرف توكيد وما اسم موصول اسمها والعائد به والخبر يحتمل أنه محذوف أي. خير لهم أو جملة نسارع لهم لكن لا بد من تقدير رابط يربط تلك الجملة أي نسارع لهم به. قوله: (اسم باتفاق) أي: لأنها موصولة والعائد محذوف في بعضها وظاهر في بعضها. قوله: (إنما حرم عليكم) أي: فإنما أداة حصر ملغاة لا عمل لها وحرم فعل ماض والفاعل ضمير يعود على الله والميتة مفعول قوله: (والعائد محذوف) والميتة خبر إن أو خبر لمحذوف والجملة خبر إن أي إن الذي حرمه عليكم هو الميتة. قوله: (محتمل للاسمي) أي: وحينئذ تكون ما في محل نصب اسم إن ويكون العائد محذوفاً، وقوله: والحرفي أي فيكون المصدر المؤول من ما وصلتها اسم إن ولا عائد أصلاً وعلى كل فقوله كيد ساحر خبر إن قوله: (إنما يخشى الخ) الخشية خوف مع تعظيم وقراء برفع الاسم الكريم فالمراد بها الإجلال والتعظيم والمراد بالعلماء العارفون بالله فحينئذ يكون المراد بهم المسلمين ويكون الجاهل به هو الكافر.

  قوله: (ولا يمتنع) أي: على قراءة نصب الاسم الكريم ورفع العلماء. قوله: (والعائد مستتر في يخشى) والمعنى إن الذين يخشون الله من عباده العلماء. قوله: (كما في قوله تعالى) أي: أنها استعملت في العقلاء مجازاً كما في قوله تعالى أو ما ملكت الخ لكن فيه إن ما ملكتهم الإيمان والنساء إذا نزلوا منزلة ما لا عقل له الأمر فيه ظاهر بخلاف العلماء فإنه لا وجه لتنزيلهم منزلة غير العقلاء على أن مما يرد هذا الوجه أن ما موصولة بأن في المصحف العثماني وهذا يدل على أنها كافة إذ غير الكافة لا توصل بأن أصلاً. قوله: (وهو الأرجح) أي: لأن ما إذا لحقت ليت لا تزيل اختصاصها بالأسماء بخلاف غيرها من أخواتها فإنها إذا لحقته تزيل اختصاصه بالأسماء وحق الحرف المشترك الإهمال