حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما أوجه الحرفية

صفحة 236 - الجزء 2

  الصُّورِ}⁣[الكهف: ٩٩]، و [يس: ٥١]، وقيل: التَّقدير: ربما كان يود، وتكون «كان» هذه شأنية، وليس حذف «كان» بدون «إنْ» و «لو» الشرطيتين سَهْلاً، ثم الخبر حينئذ - وهو «يَوَدُّ» - مخرَّج على حكاية الحال الماضيةِ فلا حاجة إلى تقدير «كان».

  ولا يمتنع دخولها على الجملة الاسمية خلافاً للفارسي، ولهذا قال في قول أبي دؤاد [من الخفيف]:

  ربما الجامل المؤبل فيهم ... [وعناجيج بينهن المهار]

  «ما»: نكرة موصوفة بجملة حُذِف مبتدؤها، أي: رُبَّ شيء هو الجامل. الثاني: الكاف، نحو: «كُنْ كما أَنْتَ»، وقوله [من الطويل]:

  [أَخٌ مَاجِدٌ لَمْ يَحْزَنِي يَوْمَ مَشْهَدِ] ... كَمَا سَيْفُ عَمْرِو لم تَخُنْهُ مَضَارِبُهُ

  قيل: ومنه: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}⁣[الأعراف: ١٣٨]، وقيل: «ما» موصولة، والتقدير: كالذي هو آلهة لهم، وقيل: لا تُكَفُّ الكاف بـ «ما»، وإنّ «ما» في


  المضارع استحضاراً لتلك الصورة العجيبة الماضية تنزيلاً وكأنها واقعة الآن فقد حكى الحال الماضية مجازاً، والحاصل أنه نزل الأمر المستقبل المحقق منزلة الماضي ثم حكى هذا الماضي الحكمي والتنزيل يخلو عن نظر لاستواء الماضي والمستقبل بالنظر له تعالى. قوله: (مثل ونفخ الخ) أي: فالأصل وينفخ ثم إنه لتحقق ذلك الأمر عبر بالماضي إشارة حصوله ولا بعد فالمثلية من حيث الماضوية مجازاً لا من حيث حكاية الحال. قوله: (وتكون كان هذه شأنية) أي: تنزيلاً.

  قوله: (حذف كان) هذا اعتراض أول على قوله: وقيل التقدير ربما كان الخ، قوله: ثم الخبر الخ اعتراض ثانٍ وقوله وليس حذف كان أي وإبقاء خبرها بدون الخ. قوله: (سهلاً) أي: بل هو شاذ وفيه أنه شرط لكثرة الحذف فقط، وقد يقال إن غير الكثير شاذ. قوله: (مخرج على حكاية الحال الماضية) أي: حتى يصح التعبير بالمضارع. قوله: (فلا حاجة الخ) أي: لأننا رجعنا إلى حكاية الحال الذي فررنا منها بهذا التقدير. قوله: (خلافاً للفارسي) أي: فإنه يمنع دخولها على الاسمية قوله: (ولهذا) أي: لقوله بالامتناع. قوله: (أبي ذواد) ضبط بالذال المعجمة قوله: (أي رب شيء هو الجامل) أي: وأما على القول المشهور فربما مكفوفة لا عمل لها والجامل مبتدأ والمؤيد خبر، فالجملة لا محل لها على هذا بخلافها على قول الفارسي فإنها في محل جر صفة لما المجرورة برب. قوله: (نحو كن الخ) كن فعل أمر والفاعل مستتر وكما الكاف حرف مكفوف وما كافة وأنت مبتدأ خبر محذوف أي كائن عليه قوله: (كما سيف عمرو الخ) صدره:

  أخ ماجد لم يخزني يوم مشهدِ

  قوله: (والتقدير كالذي هو آلهة لهم) أي: فحذف صدر الصلة لاستطالتها بالصفة.