وأما أوجه الحرفية
  الرابع: «من»، كقول أبي حَيّة [من الطويل]:
  ٥١٣ - وَإِنَّا لَمِمَّا نَضْرِبُ الْكَبْشَ ضَرْبَةً ... [عَلَى رَأْسِهِ تُلْقِي النِّسَانَ مِنَ الْفَمِ]
  قاله ابن الشجري، والظاهر أن «ما» مصدرية، وأن المعنى مثله في {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}[الأنبياء: ٣٧]، وقوله [من الطويل]:
  ٥١٤ - [أَلاَ أَصْبَحَتْ أَسْمَاءُ جَاذِمَةَ الْحَبْلِ] ... وَضَنَتْ عَلَينا، وَالضَّنِينُ مِنَ الْبُخْلِ
  فَجَعْلُ الإنسان والبخيل مخلوقين من العجل والبخل مبالغة.
  وأما الظروف فأحدها «بعد»، كقوله [من الكامل]:
  (أبي حية) بفتح الحاء المهملة وبعدها ياء مثناة تحتية مشددة النميري اسمه الهيثم بن الربيع أدرك الدولتين الأموية والعباسية كان شاعراً فصيحاً دخل كلب داره فظنه لصاً فقام له يزجره الكلب فقال: الحمد لله الذي مسخك كلباً وكفانا حرباً.
  فخرج قوله: (وإنما لمما الخ) تمامه على رأسه نلقي اللسان من الفم. قوله: (وإن المعنى الخ) أي: فالمعنى وإنا لمن ضرب الكبش أي سيد القوم أي إنه لما كان شأنهم ضرب سادات القوم كأنهم خلقوا من ذلك، وكذا تقول في خلق الإنسان من عجل إنه كان شأن الإنسان العجلة في الأمور جعل كأنه مخلوق منها.
  قوله: (وقوله) أي: ومثله في قوله. قوله: (وضنت) أي: وبخلت والضنين البخيل وصدره:
  ألا أصبحت أسماء حاذمة الحبلِ
  قوله: (وأما الظروف) أي: التي تقع بعدها ما فتكفها عن عمل الجر بإضافتها لمفرد
٥١٣ - التخريج البيت لأبي حية النميري في (ديوانه ص ١٧٤. والأزهية ص ٩١؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢١٥، ٢١٦، ٢١٧؛ والدرر ٤/ ١٨١؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٢، ٧٣٨؛ والكتاب ص ٣/ ١٥٦؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣/ ٢٦٠؛ والجنى الداني ص ٣١٥؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٢١٩؛ والمقتضب ٤/ ١٧٤؛ وهمع الهوامع ٢/ ٣٥، ٣٨).
اللغة: الكبش: سيد القوم. تلقى: ترمي.
المعنى: إنا قوم شجعان بطاشون في الحرب، نضرب زعيم الأعداء على رأسه، ضربة تخرج لسانه من فمه.
٥١٤ - التخريج البيت للبعيث (خداش بن بشر) في (لسان العرب ١٢/ ٨٧ (جذم)، ١٣/ ٢٦١ (ضنن)؛ وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٢/ ٣٨٥؛ والخصائص ٢/ ٢٠٢، ٣/ ٢٥٩؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٢٢؛ والمحتسب ٢/ ٤٦).
اللغة: جاذمة: قاطعة ضننت بخلت.
المعنى: لقد قطعت أسماء التواصل بيننا وبخلت به بخلاً تخالها وإياه صنوان لا ينفصلان.