حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما أوجه الحرفية

صفحة 240 - الجزء 2

  وقيل: «ما» زائدة، و «بَيْن» مضافة إلى الجملة، وقيل: زائدة، و «بين» مضافة إلى زمن محذوف مضاف إلى الجملة، أي: بَيْنَ أوقاتِ نحن بالأراك، والأقوال الثلاثة تجري في «بين» مع الألف في نحو قوله [من الطويل]:

  ٥١٧ - فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالأَمْرُ أَمْرُنَا، ... إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَةٌ لَيْسَ نُنْصَفُ

  والثالث والرابع «حيث»، و «إذ» ويُضمَّنان حينئذٍ معنى «إن» الشرطية فيجزمان فعلين.


  لهذيل وشجر يستاك به انتهى والكل في البيت ممكن وما أحسن قول الشيخ جمال الدين بن المكرم:

  بالله إن جزت بوادي الأراك ... وقبلت أغصانه الخضر فاك

  فابعث إلى المملوك من بعضها ... فإنني والله مالي سواك

  وقوله: بينما نحن بالأراك أي فجملة نحن بالأراك ابتدائية لا محل لها لا في محل جر بالإضافة لبين لأن ما كفتها عن إضافتها إليها قوله: (مضافة إلى الجملة) أي: فهي كحيث تارة تضاف لجملة وتارة لمفرد وهذا هو الأصل في بين نحو جلست بين زيد وعمرو. قوله: (وقيل زائدة) أي: غير كافة قوله: (زمن محذوف) أي: متعدد لأن البينية لا تكون إلا فيه قوله: (والأقوال) أي: الكائنة في بين مع ما. قوله: (في بين) أي: تجري في بين مع الألف كبينا. قوله: (فبينا الخ) أي: فقيل إن الألف زائدة كافة عن الإضافة وقيل زائدة غير كافة وبين مضافة للجملة، وقيل: زائدة غير كافة وبين مضاف إلى زمن محذوف مضاف للجملة أي بين أوقات نسوس الخ. قوله: (نسوس الناس) أي: نأمرهم وننهاهم تشير إلى ما كانوا عليه من العز والملك والسوقة الرعية. قوله: (سوقة) هو ضد الملك والبيت لبنت النعمان بن المنذر فكان حقه أن يقول في نحو قولها ولكنه ذكر على إرادة من قال وتنصف من الإنصاف وفي ليس ضمير الشأن وبعده: فأف لدنيا لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا وتصرفُ

  قوله: (ويضمنان الخ) يعني إن حيث في الأصل ظرف مكان تضاف للجملة وإذ ظرف زمان يضاف للجملة، فإذا وقعت بعدها ما كفتهما عن الإضافة للجملة وضمنا معنى


٥١٧ - التخريج البيت لحرقة بنت النعمان في (الجنى الداني ص ٣٧٦، وخزانة الأدب ٧/ ٥٩، ٦٠، ٦٨، ٧٠؛ والدرر ٣/ ١١٩؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٢٠٣؛ وشرح شواهد المغني ص ٧٢٣؛ ولسان العرب ٩/ ٣٣٣ (نصف)، ١٠/ ١٧٠ (سوق)، ١٣/ ٦٦ (بين)، ١٥/ ٤٣١ (إذا)؛ والمؤتلف والمختلف ص ١٠٣).

اللغة: نسوس الناس: نتولى أمرهم أنصف عدل في الأمر وعدل بين الناس.

المعنى: بينما نحن الولاة الحاكمون الآمرون، إذ بنا المحكومون المغلوبون على أمرهم، المظلومون.