حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

وأما أوجه الحرفية

صفحة 241 - الجزء 2

  وغير الكافة نوعان: عِوَض وغير عِوَض.

  فالعِوَض في موضعين:

  أحدهما: في نحو قولهم: «أمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ» والأصل: انطلقتُ لأن كنتَ منطلقاً، فقُدِّم المفعول له للاختصاص، وحذف الجار وكان للاختصار، وجيء بـ «ما» للتعويض، وأُدغمت النون للتقارب، والعملُ عند الفارسي وابن جنّي لـ «ما»، لا لـ «كان».

  والثاني: في نحو قولهم: «افْعَلْ هَذَا إِمَّا لا» وأصله: إن كُنتَ لا تفعل غيره.

  وغير العِوَض تقع بعد الرفع، كقولك: «شَتَّانَ مَا زَيْدٌ وعَمْرُو»، وقول مُهَلْهِل [من المنسرح]:

  ٥١٨ - لَوْ بابانَيْنِ جَاءَ يَخْطُبُها ... زُمِّلَ مَا أَنْفُ خَاطِبِ بِدَمِ


  إن الشرطية وجزما فعلين. قوله: (عوض) أي: عن شيء وهي كان المحذوفة. قوله: (فقدم المفعول) أي: وهو مدخول اللام أعني لأن كنت مطلقاً لأن المعنى انطلقت لأجل انطلاقك والمصدر المعلل لحدث يقال له مفعول لأجله مجازاً إذا جر لفقد شرط من شروط النصب كما هنا لعدم الاتحاد في الفاعل. قوله: (وجيء بما) أي: غير الكافة وقوله للتعويض أي عن كان قوله: (وأدغمت النون) أي: الباقية من لأن في الميم من ما وأنت الضمير المتصل بكنت لأنه لما حذفت انفصل وصار لا ينطق به إلا منفصلاً قوله: (والعمل عند الفارسي وابن جنى لما) أي: فيقول إن الاسم والخبر لما لا لكان. قوله: (افعل هذا) فعل وفاعل ومفعول وقوله إما لا إن حرف شرط جازم وما زائدة عوض عن كان واسمها اللذين هما جملة الشرط ولا نافية والنفي محذوف أي لا تفعل غيره. قوله: (افعل هذا إما لا) بكسر الهمزة وقول العاملة أما لي بضم الهمزة وإثبات الياء لحن قوله: (وأصله إن كنت لا تفعل غيره) أي: فحذفت كان واسمها وعوض عنهما ما وأدغمت نون إن في الميم لتقاربهما وحذف المنفي بلا الواقعة بعدما الذي هو خبر كان. قوله: (إن كنت لا تفعل غيره) أي: فافعله بدليل افعل هذا فجواب الشرط محذوف.

  قوله: (شتان) اسم فعل ماض وزيد مرفوع به. قوله (لو بإبانين) هما جبلان


٥١٨ - التخريج البيت للمهلهل في (ديوانه ص ٧٧؛ والأغاني ٥/ ٤٣؛ والدرر ٦/ ٢٥٤؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٢٤، ٧٢٥؛ والشعر والشعراء ١/ ٣٠٥؛ ولسان العرب ١٣/ ٥ (ابن)؛ ومعجم البلدان ١/ ٦٤ (أبانان)؛ ولعصم بن النعمان في معجم الشعراء ص ٢٧٥؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٠٢٨؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٤٦٢؛ وشرح المفصل ١/ ٤٦؛ ولسان العرب ٢/ ٣١٣ (ضرج)؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٥٨).

اللغة: أبان الأبيض. زُمل: لطخ.

المعنى: تلك الفتاة من تغلب كيف زوجت لرجل من تلك القبيلة الحقيرة، فلو جاء زوجها طالباً في حالة غير ما كانوا عليه لضرب على أنفه ولطخ وجهه بالدم.