وأما أوجه الحرفية
  وقد مضى البحث في قوله [من الوافر]:
  أنوار سرع ماذا يا فروق ... [وحبل الوصل منتكث حذيق]
  وأن التقدير: أنفَاراً سَرعَ هذا، وبعد الناصب الرافع، نحو: «ليتما زيداً قائم»، وبعد الجازم نحو: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ}[الأعراف: ٢٠٠]، {أَيًّا مَا تَدْعُوا}[الإسراء: ١١٠]، {أَيْنَمَا تَكُونُوا}[البقرة: ١٤٨]، وقول الأعشى [من الطويل]:
  ٥١٩ - مَتَى مَا تُنَاخِي عِنْدَ بَابِ ابْنِ هَاشِمٍ ... تُرَاحِي وَتلقَيْ مِنْ فَوَاضِلِهِ نَدَى
  وبعد الخافض حرفاً كان، نحو: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[آل عمران: ١٥٩]، {عَمَّا قَلِيلٍ}[المؤمنون: ٤٠]، {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ}[نوح: ٢٥]، وقوله [من الخفيف]:
  رُبما ضَرْبَةٍ بِسَيْف صَقِيلٍ ... بَين بُصْرَى وَطَعْنَةٍ نَجْلَاءِ
  وقوله [من الطويل]:
  أحدهما أبان والثاني متالع فالكلام على سبيل التغليب يقول هذه المرأة عظيمة القدر لو جاء يخطبها بمثل هذين الجبلين نقداً أو جاء بأهلهما ما أجيب لذلك بل شج وجهه وزمل أي لطخ أنفه بالدم ومهلهل بكسر الهاء الثانية هو امرؤ القيس بن ربيعة أخو كليب وائل لقب بالمهلهل لأنه أول من هلهل الشعر أي رققه وحسنه وما في قوله ما أنف زائدة غير كافة لأن ما بعدها فاعل بما قبلها وهو محل الشاهد قوله: (وقد مضى البحث) أي: الكلام. قوله: (أسرع هذا) أي: فما زائدة لغير تعويض وهي غير كافة لأن ما بعدها فاعل بما قبلها. قوله: (ليتما زايدا) أي: فهي هنا غير كافة ولا تكف إلا إذا قيل ليتما زيد فهي هنا زائدة غير كافة قوله: (وقول الأعشى) أي: يخاطب ناقته وهذا البيت من القصيدة التي مدح بها النبي ﷺ ومات كافراً وتناخى مضارع أنيخت مبنياً للمفعول وإناختها إبراكها وتراحي مضارع أريحت مبنياً للمفعول أيضاً، والفواضل جمع فاضلة وهي الدرجة الرفيعة من الفضل والندى بالقصر الجود، وقوله ابن هاشم والمراد به نبينا عليه الصلاة والسلام نسب لجده الأعلى قوله: (تناخى) من أناخ فعل مضارع مبني للمفعول قوله: (فيما رحمة) ما زائدة غير كافة ورحمة مجرور بالباء، وكذا قليل مجرور بعن وما زائدة غير
٥١٩ - التخريج: البيت للأعشى في (ديوانه ص ١٨٥؛ وشرح شواهد المغني ص ٥٧٧، ٧٣٥؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٦٠).
اللغة: الإناخة: يقال أناخ الرجل الجمل فبرك هاشم جد والد الرسول. الفواضل: صفات التقي. الندى: الإحسان.
المعنى: ناقتي صبراً، فمتى تقفي بباب النبي، تستريحي من التعب، وتنالي العطايا.