٥٢٩ - [جَارِيَةٌ لم تَأْكُلِ المُرَفَّقا] ... وَلَمْ تَذُقْ من الْبُقُولِ الْفُسْتُقَا

  المراد بدل البقول؛ وقال غيره: توهم الشاعر أن الفستق من البقول، وقال الجوهري: الرواية «النقول» - بالنون - و «من» عليهما للتبعيض، والمعنى على قول الجوهري أنها تأكل النقول إلا الفستق، وإنّما المراد أنها لا تأكل إلا البقول، لأنها بَدَوِيَّة. وقال الآخر يصف عامل الزَّكاة بالْجَوْرِ [من الكامل]:

  ٥٣٠ - أخَذُوا المَخَاضَ مِنَ الْفَصِيلِ غُلُبَّةٌ ... ظُلماً، وَيُكْتَبُ للأَمِيرِ أَفِيلا

  أي: بَدَلَ الفصيل؛ و «الأفيل»: الصغير لأنه يأفِلُ بين الإبل: أي يغيب. وانتصاب «أفيلا» على الحكاية؛ لأنهم يكتبون «أدى فلان أفيلا». وأنكر قوم مجيء

  قوله: (توهم الشاعر أن الفستق من البقول) أي: فأتى بمن التي للتبعيض. قوله: (النقول) جمع نقل كالبندق. قوله: (ومن عليهما للتبعيض) أي: إنها لا تأكل الفستق الذي هو بعض البقول بالباء على الأول وبالنون على الثاني. قوله: (وإنما المراد) هذا رد على الجوهري وبخطئه له. قوله: (أخذوا المخاض) هي الحوامل من النوق وأحدها خلفة. غير لفظها والفصيل ولد الناقة بمجرد انفصاله عنها والقصيدة للراعي يخاطب عبد الملك بن مروان منها:

  أولى أمر اله إنا معشر ... حنفا نسبح بكرة وأصيلا

  إن الذين أمرتهم أن يعدلوا ... لم يفعلوا مما أمرت فتيلا

  وقوله غلبة بغين معجمة ولام مضمومتين وباء موحدة مشددة مصدر غلب وهو منصوب بمحذوف أي وغلبوا غلبة أو يأخذوا على تضمينه معنى الغلبة، وظلماً مفعول لأجله أو غلبة حالان أي أخذوا غالبين ظالمين قوله: (من الفصيل) هو المعبر عنه في الفقه ببنت المخاض. قوله: (أفيلا) أي بدل الفصيل الذي هو بنت المخاض. قوله:

٥٢٩ - التخريج: الرجز لرؤبة في (ملحق ديوانه ص ١٨٠؛ ولأبي نخيلة في شرح شواهد المغني ٢/ ٧٣٥؛ والشعر والشعراء ٢/ ٦٠٦؛ ولسان العرب ٩/ ١٥٧ (سكف)، ١٠/ ٣٠٨ (فستق)، ١١/ ٦١ (بقل)؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ١٣٢٩؛ والجنى الداني ص ٣١١؛ وجواهر الأدب ص ٢٧٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٣٢٤).

اللغة: المرقق: الخبز.

٥٣٠ - التخريج: البيت للراعي النميري في (ديوانه ص ٢٤٢؛ وتذكرة النحاة ص ٣١١؛ وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٠٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٣٦ وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٢٨٣؛ وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٨؛ وشرح المفصل ٦/ ٤٤).

اللغة: المخاض: النوق الحوامل. الفصيل: ولد الناقة فطم عن أمه. الغلبة: مصدر غلبة. أفيل: ولد الناقة ابن سبعة أشهر.

المعنى: يظلم الجباة، فيأخذون الإبل الحوامل، ويكتبون للأمير بأنهم عدلوا، وأخذوا صغارها.