حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

تنبيهات

صفحة 265 - الجزء 2

تنبيهات

  أحدها: قد اجتمعت زيادتها في المنصوب والمرفوع في قوله تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ}⁣[المؤمنون: ٩١]، ولك أن تقدر «كان» تامة، لأن مرفوعها فاعل؛ وناقصة، لأن مرفوعها شبيه بالفاعل وأصله المبتدأ.

  الثاني: تقييد المفعول بقولنا به هي عبارة ابن مالك، فتخرج بقية المفاعيل، وكأنه وجه منع زيادتها في المفعول معه والمفعول لأجله والمفعول فيه أنهنَّ في المعنى بمنزلة المجرور بـ «مع» وباللام بـ «في»، ولا تجامعهنَّ «من»، ولكن لا يظهر للمنع في المفعول المطلق وجة، وقد خَرَّجَ عليه أبو البقاء {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٣٨]، فقال: «من» زائدة و «شيء» في موضع المصدر، أي تفريطاً، مثل: {لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا}⁣[آل عمران: ١٢٠]، والمعنى تفريطاً وضراً؛ وقال: ولا يكونُ مفعولاً به، لأن «فَرَّطَ» إنما يتعدّى إليه بـ «في»، وقد عُدي بها إلى الكتاب، قال: وعلى هذا فلا حُجَّة في الآية لمن ظن أن الكتاب يحتوي على ذلك كلّ شيء صريحاً؛


  قوله: (ما اتخذ الله من ولد) أي: ولداً وهو مفعول اتخذ وقوله من إله أي إله لأنه اسم كان قوله: (وأصله المبتدأ) أي: فقد وجد الشرط الثالث من وجهين. قوله: (وأصله المبتدأ) أي: فعلى كل حال إله مرفوع لكن إما على أنه فاعل أو شبيه بالفاعل. قوله: (هي عبارة ابن مالك) أي: تعبيره وأنت باعتبار الخبر قوله: (فتخرج بقية المفاعيل) أي: فلا تزاد معها من قوله: (بمع) أي: لأن قولك سرت والنيل على معنى سرت مع النيل.

  قوله: (وباللام) أي: لأن قولك قمت إجلالاً على معنى للإجلال. قوله: (وبفي) أي: لأن جلست أمام زيد معناه في أمامه قوله: (ولا تجامعهن من) قد يستشكل بأنه قد سمع دخول من على مع حكى سيبويه ذهبت من معه، وقرأ من قرأ وهذا ذكر من معي ويجاب بأن مع المدخولة لمن بمعنى عند وليست مع التي يراد بها مكان الاجتماع أزمانه ولا شك أن التي تجعل الواو بمعناها في المفعول معه ليست بمعنى عند اهـ. دماميني. قوله: (وقد خرج عليه) أي: على زيادتها في المفعول المطلق. قوله: (في موضع المصدر) أي: فهو مفعول مطلق والأصل تفريطاً شيئاً فحذف الموصوف ثم زيدت من. قوله: (ولا يكون) أي: شيئاً من قولك من شيء. قوله: (إلى الكتاب) أي: فقوله في الكتاب مفعول به قوله: (إن الكتاب) أي: القرآن أي إن بعضهم ادعى أن القرآن صرح فيه بكل شيء واستدل بقوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٣٨] ولا شك إن من شيء نكرة في سياق النفي فتعم ورد بأن هذا لا يسلم إلا لو كان من شيء مفعولاً به؛ لأن المعنى ما فرطنا أي ما تركنا شيئاً في الكتاب وأما لو جعل المفعول به في الكتاب وجعل قوله من شيء مصدراً أي ما فرطنا في الكتاب تفريطاً فلا دلالة له على ذلك.