تنبيهات
  أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ}[الكهف: ٣١]، {وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ}[البقرة: ٢٧١].
  ولم يشترط الكوفيون الأوّل، واستدلوا بقولهم: «قَدْ كان مِنْ مَطَرِ»، وبقول عمر بن أبي ربيعة [من المتقارب]:
  ٥٣٢ - وَيَنْمِي لَهَاحُبُّهَا عِنْدَنَا ... فَما قَالَ مِنْ كَاشِحِ لَمْ يَضُرْ
  وخَرَّج الكسائي على زيادتها: «إِنَّ مِنْ أَشَدَّ الناس عذاباً يوم القيامة المصوّرون»، وابن جنّي قراءة بعضهم: {لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ}[آل عمران: ٨١] بتشديد «لما»، وقال: أصله: لَمِنْ ما، ثم أُدغم، ثم حُذفت ميم «من».
  وجوز الزمخشري في {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ٢٨}[يس: ٢٨] الآية كونَ المعنى ومِنَ الَّذِي كنا منزلين، فجوز زيادتها مع المعرفة.
  يحلون فيها تحلية ناشئة من أساور وقيل إنها زائدة على تضمين حلي معنى أليس. قوله: (وينمي) أي: يزيد والكاشح الذي يضمر العداوة في كشحه وأول القصيدة:
  صحا القلب عن ذكر أم البنين ... بعد الذي قد مضى في العصرْ
  وأصبح طاوع عذاله ... واقصر بعد الأباء المبر
  أخيراً وقد راعه لائح ... من الشيب من يعله ينزجر
  على أن حب ابنه المالكي ... كالصدع في الحجر المنفطر
  يهيم النار ويدنو له ... جنان الظلام بليل سهر
  وينمي الخ. قوله: (إن من أشد الناس) أي: إن أشد الناس أي العصاة غير الكفار عذاباً. يوم القيامة المصورون أي وبهذا يجاب كون إن رفعت الجزأين وقوله المصورون أي للصور التي تعبد قوله (وابن جنى قراءة) أي: وخرج ابن جنى على زيادتها قراءة بعضهم والشاهد في من كتاب لأن المعنى لمن جملة ما آتيتكم كتاب وحكمة. قوله: (ثم أدغم) أي: الميم في النون قوله: (وجوز الزمخشري الخ) لعل المصنف أطلع على هذا الكلام له في غير الكشاف إذ هو لم يذكر هذا فيه. قوله: (كون المعنى ومن الذي الخ) أي: فجعل من في قوله من جند هذه زائدة وهو ظاهر لتوفرها للشروط وجعل ما في قوله
٥٣٢ - التخريج البيت لعمر بن أبي ربيعة في (ديوانه ص ١٧٥؛ والجنى الداني ص ٣١٨؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٣٨).
اللغة: كاشح: مبغض.
المعنى: يزيد حبنا لمحبوباتنا في القلوب وما حاول المبغضون ضرنا به لا أثر له في حبنا لها.