تنبيهان
  «هو» مبتدأ خبره ما قبله أو خبر لمبتدأ محذوف، وقال غيره: «مَنْ» موصول فاعل، وقوله «هو» مبتدأ خبره هو آخر محذوف على حد قوله [من الرجز]:
  ٥٣٦ - [أنا أبو النجم]، وشغري شِعْرِي، ... [اللَّهِ دَرِّي مَا أَجَنَّ صَدْرِي]
  والظرفُ مُتعلّق بالمحذوف، لأنَّ فيه معنى الفعل أي: ونِعْمَ مَنْ هو الثابت في حالتي السر والعلانية.
  قلت: ويحتاج إلى تقدير هو ثالث يكون مخصوصاً بالمدح.
  الثاني: التوكيد، وذلك فيما زعم الكسائي من أنها تَرِدُ زائدة كـ «ما»، وذلك سهل على قاعدة الكوفيين في أن الأسماء تزاد، وأنشد عليه [من الكامل]:
  قوله: (خبره ما قبله) أي: جملة وعلى هذا فلا يحتاج لتقدير. قوله: (أو خبر لمبتدأ محذوف) أي: هو هو. قوله: (هو آخره محذوف) أي والجملة صلة من قوله: (وشعري شعري) أي: شعري الآن هو شعري المعلوم سابقاً بالفصاحة والبلاغة ولم يتغير بكبري. قوله: (والظرف) أي: في سر قوله (لأن فيه معنى الفعل) أي: فلا يرد أن الضمير جامد لا يتعلق به قوله: (من هو) أي: نعم الرجل الذي هو وقوله الثلث هو معنى هو المقدر، والأولى أن يفسر بالمتصف بالكمال لأنه المقصود لا الثابت وإلا لما احتيج لتقدير خبر بل يجعل الظرف خبراً عن هو المذكورة والظرف متعلق باستقرار محذوف. قوله: (ويحتاج إلى تقدير هو الثالث) إن قلت هو كلمة أريد بها لفظها فهي علم فكيف وصفت بقوله ثالث وهو نكرة قلت إن العلم قد يقصد تنكيره كما في قولك مررت بسيبويه وسيبويه آخر أي ورجل آخر مسمى بسيبويه كذلك هذا أي ويحتاج إلى لفظ ثالث مسمى بهو اهـ دماميني. قوله: (مخصوصاً بالمدح) أي: ويحتاج أيضاً لتقدير هو رابع بناء على أن المخصوص بالمدح خبر لمحذوف. قوله: (الثاني التوكيد) أي: إن تأتي زائدة للتوكيد. قوله: (وذلك فيما زعم الخ) أي: وذلك في المواضع التي زعم الكسائي أنها وردت فيها زائدة.
٥٣٦ - التخريج: الرجز لأبي النجم في (أمالي المرتضى ١/ ٣٥٠؛ وخزانة الأدب ١/ ٤٣٩؛ والخصائص. ٣/ ٣٣٧؛ والدرر ١/ ١٨٥؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٦١٠؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٤٧؛ وشرح المفصل ١/ ٩٨، ٩/ ٨٣؛ والمنصف ١/ ١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ٦٠؛ وبلا نسبة في خزانة الأدب، ٨/ ٣٠٧، ٩/ ٤١٢؛ والدرر ٥/ ٧٩؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٠٣، ٢٩٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ٥٩).
اللغة: أبو النجم: كناية عن الشجاعة. الله دري: دعاء تعجب.
المعنى: أنا هو الرجل الموصوف بالكمال ولذا دعيت أبا النجم فلله اللبن الذي رضعته، ما أعظم فصاحتي، وكم في صدري من بلاغة، وفي شعري من جمال.