حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (مهما) اسم؛ لعود الضمير إليها

صفحة 280 - الجزء 2

  وفي الثاني مفعول «تصب»، و «أفقاً»: ظرف، و «من بارق»: تفسير لـ «مهما» أو متعلق بـ «تصب»، فمعناها التبعيض والمعنى: أي شيء تصب في أفق من البوارق تشم.

  وقال بعضهم: «مهما» ظرف زمان، والمعنى: أي وقت تصب بارقاً من أفق، فقلب الكلام، أو في أفق بارقاً، فزادَ «من»، واستعمل «أفقاً» ظرفاً، انتهى؛ وسيأتي أن «مهما» لا تُستعمل ظرفاً.

  وهي بسيطة، لا مُركَّبة من «مه» و «ما» الشرطية، ولا من «ما» الشرطية و «ما» الزائدة، ثم أبدلت الهاء من الألف الأولى دفعاً للتكرار؛ خلافاً لزاعمي ذلك.

  ولها ثلاثة معان:

  أحدها: ما لا يعقل غير الزمان مع تضمن الشرط، ومنه الآية، ولهذا فسرت


  في المعنى نفس الحاجة إذ تقدير الكلام أي حاجة صارت حاجتك. قوله: (تفسير الضمير) أي: المستكن في تكن قوله: (لما نسجتها) ما مصدرية ونسج فعل ماض والتاء علامة التأنيث والفاعل ضمير المؤنث أي لما نسجت هي وأنت الضمير نظر للمعنى لأن المراد بالضمير هو نفس الريح الجنوب والشمال والريح مؤنثة والجنوب هو المريسي والشمال هو الشرقي وقوله نسجتها أي لما نسفت الرياح تلك الرمال. قوله: (لما نسجتها الخ) صدره:

  فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها

  وتوضح بضم التاء وكسر الضاد والمقراة بكسر الميم موضعان ونسج الريح الديار اختلافه عليها، وقوله لم يعف أي لم يمح ورسمها ما لصق بالأرض من آثارها وهو مرفوع على إنه فاعل يعفو ونسج الريح الدار اختلافهما عليها فهذه تستر آثار الدار بالتراب، والأخرى تزيله عنها فلا يذهب الأثر وقيل معناه لم ينحصر سبب محوها في نسج الريح بل له أسباب كمر السنين وترادف الأمطار وغير ذلك، وقيل معناه لم يعف رسم حبها من قلبي وإن نسجتها الريحان والاستشهاد بهذا البيت من حيث أنه أنث الضمير العائد على ما لما فسره بالمؤنث وهو الريح الجنوب والشمائل كما أنث الضمير العائد على مهما لما فسره بالمؤنث وهو خليقة. قوله: (وفي الثاني) أي ومهما في الثاني. قوله: (وأفقا ظرف) أي: لا أنه مفعول لتصب كما قال الأول. قوله: (فمعناها التبعيض) أي: مهما نصب شيئاً من بعض البوارق قوله: (فقلب الكلام) أي: لأن ما كان منصوباً جعله مجروراً بمن وما كان مجروراً بمن نصبه. قوله: (وسيأتي) هذا رد للقولين قبله قوله: (من مه الخ) أي: ولا يلزم بقاء معنى مه لجواز أن يحدث بالتركيب معنى آخر.

  قوله: (أحدها ما لا يعقل) أي: وهذا المعنى ثابت لها باتفاق، وأما المعنيان