· (متى): على خمسة أوجه
  وقالت الخنساء [من المتقارب]:
  ٥٤٨ - وَأَفْنَى رِجَالِي، فَبَادُوا مَعاً، ... فَأَصْبَحَ قَلْبِي بِهِمْ مُسْتَفزَّا.
  · (متى): على خمسة أوجه: اسم استفهام، نحو: {مَتَى نَصْرُ اللَّهِ}[البقرة: ٢١٤]، واسم شرط، كقوله [من الوافر]:
  [أَنَا ابْنُ جَلا وَطَلاعُ الثنَايَا] ... مَتَى أَضَع العمامَةَ تَعْرِفُونِي
  واسم مرادف للوَسَطِ، وحَرْف بمعنى مِنْ أو في، وذلك في لغة هذيل يقولون: «أخْرَجَهَا مَتَى كُمِّه» أي منه، وقال ساعدة [من البسيط]:
  ٥٤٩ - أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حَابِ لَه زَجَلٌ ... إِذَا يُفَتْرُ مِنْ تَوْمَاضِهِ حَلَجَا
  الحمام، وقوله حنت أي صوتت وقوله سجعن أي هدرن جميعاً لأجل تصويتها فقد استعمل معاً في جمع المؤنث قوله: (وأفنى رجالي) فاعل أفنى ضمير عائد على الدهر أو الموت وبادوا وأهلكوا معاً أي جميعاً بحيث لم يبق منهم أحد فاستعمل معاً في جمع المذكر ومستفزاً بفتح التاء والفاء وبعدها زاي معجمة اسم مفعول أي مستخفاً يقال استفزه الخوف إذا استخفه.
  (متى) قوله: (متى أضع العمامة) هذا عجز بيت لسحيم بن وئيل وصدره:
  أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
  وبعد هذا البيت:
  فإن مكاننا من حميري ... مكان الليث في وسط العرين
  والظاهر أن الياء في حميري زائدة كما في دواري أي فإن مكاننا من حمير وهي قبيلة من اليمن منها كانت الملوك في العصر الأول والليث الأسد والعرين مأواه يقول أنا المفتح للأمور العظام متى أضع العمامة عن رأسي تعرفوني فلست بمجهول فإن مكاننا من حمير مكان الليث من وسط عرينه أي أنا أشرف بني حمير اهـ دماميني. قوله: (وذلك) أي: المعنيان الأخيران أي كونها بمعنى في أو من وقال شيخنا وكذا كونها بمعنى وسط إنما. في لغة هذيل. قوله: (أخيل) بضم الهمزة مضارع أخال يقال أخيلنا وأخلنا أي شمنا
= المعنى: إن النوق الثلاث يذكرن صاحب الحزن الشديد فإذا صوتت إحداها، قابلتها الأخريان بمثله.
٥٤٨ - التخريج: البيت للخنساء في (ديوانها ص ٢٧٤؛ وشرح التصريح ٢/ ٤٨؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٢٥٢، ٧/ ٧٤٨؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٣٢٠).
اللغة: أفنى أهلك. بادوا هلكوا. مستفزاً: مستخفاً.
المعنى: لقد هلك رجالي جميعاً، فبت مضطربة القلب حزينة.
٥٤٩ - التخريج: البيت الساعدة بن جؤية في (شرح أشعار الهذليين ص. ١١٧٣؛ وشرح شواهد =