· (منذ، ومذ)، لهما ثلاث حالات:
  أي من سحاب حاب، أي ثقيل المشي له تصويت واختلف في قول بعضهم: «وضعته مَتَى كمّي»، فقال ابن سيده: بمعنى «في»، وقال غيره: بمعنى «وسط»، وكذلك اختلف في قول أبي ذؤيب يصفُ السحاب [من الطويل]:
  شَرِبْنَ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَرَفْعَتْ ... مَتَى لُجَحِ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
  فقيل: بمعنى «مِنْ»، وقال ابن سيده: بمعنى «وسط».
· (مُنْذُ، ومذ)، لهما ثلاث حالات:
  إحداها: أن يليهما اسم مجرور، فقيل: هما اسمان مضافان، والصحيح أنهما حرفا جز: بمعنى «من» إن كان الزمان ماضياً، وبمعنى «في» إن كان حاضراً، وبمعنى «من» و «إلى» جميعاً إن كان معدوداً، نحو: «ما رأيته مُذ يوم الخميس، أو منذ يومنا، يوم أو عامنا؛ أو مُذ ثلاثةِ أيام».
  سحابة محتملة للمطر. قوله: (حاب) بالحاء المهملة قال الدماميني الظاهر إنها بمعنى دان قال الجوهري كل دانٍ فهو حاب والمصنف فسره بثقيل المشي ولم أقف عليه والزجل بزاي وجيم مفتوحتين الصوت قوله: (أي ثقيل المشي) وقيل إن الحابي معناه الداني أي القريب. قوله: (بمعنى وسط) أي: فمتى اسم بخلافها على جعلها بمعنى في. قوله: (شربن) أي: السحاب. قوله: (بماء البحر) أي: من مائه واللجج جمع لجة وهي معظم الماء والنتيج المر السريع مع الصوت يقال إن السحاب في بعض الأماكن تدنو من البحر المالح فتمتد منها خراطيم عظيمة تشرب من مائه فيكون لها صوت شديد مزعج، ثم تذهب صاعدة إلى الجو فيلطف ذلك الماء ويعذب بإذن الله في زمن صعودها وترفعها، ثم تمطر حيث يشاء الله تعالى.
  (منذ ومذ) قوله: (لهما ثلاث حالات) أي: لأن ما يليهما إما اسم مجرور أو جملة. قوله: فقيل هما اسمان (مضافان فعلى هذا إذا قيل ما رأيته منذ. يوم الخميس أو منذ يومنا بالإضافة كان معناه ما رأيته زمن يوم الخميس أو زمن يومنا بالإضافة البيانية. قوله: (حاضراً) أي: الزمان والحضور في كل شيء بحسبه، فإذا قلت مذ عامنا كان ذلك حاضراً لأن المراد العام الذي نحن فيه قوله: (نحو الخ) أي ألف ونشر مرتب. قوله: أو مذ ثلاثة أيام أي من ثلاثة أيام إلى هذا اليوم الحاضر أي فرفع الحاضر بعدهما
= المغني ص ٧٤٩؛ ولسان العرب ٢/ ٢٤٠ (حلج)، ٥/ ٤٣ (فتر)، ٧/ ٢٥٢ (ومضى)، ١٥/ ٤٧٤ (متى)).
اللغة: الحابي: السحاب المرتفع. - زجل صوت - يفتر: يفتر بعد احتدامه. توماضه: لمعانه. الحلج: المرّ السريع. حلجا: أمطر.
المعنى: يريد أن هذا الحمار الوحشي شام برقاً من سحاب يقصفُ ويرعد، ويبرق ثم يمطر.