النون المفردة
  تنوين الصرف، لأن الذي كان قبل التسمية حكي بعدها.
  الثالث: نون الإناث، وهي اسم في نحو «النِّسْوَةُ يَذْهَبْنَ» خلافاً للمازني، وحرف في نحو: «يَذْهَبْنَ النِّسْوَةُ» في لغة مَنْ قال: «أَكَلوني البراغيثُ» خلافاً لمن زَعمَ أنها اسم وما بعدها بدل منها، أو مبتدأ مؤخر والجملة قبله خبره.
  الرابع: نون الوقاية، وتسمى نون العِماد أيضاً، وتلحق قبل ياء المتكلم المنتصبة بواحد من ثلاثة:
  أحدها: الفعل، متصرفاً كان نحو: «أَكْرَمِني» أو جامداً، نحو: «عَسَاني»، و «قاموا ما خَلاني وما عَدَانِي وحَاشَاني» إن قُدرت فعلاً، وأما قوله [من الرجز]:
  [عدَدْتُ قَوْمِي كَعَدِيدِ الطَّيْسِ] ... إِذْ ذَهَبَ الْقَوْمُ الكِرَامُ لَيْسِي
  قوله: (وهذا) أي: قوله فإنك تحكي اللفظ المسمى به، وقوله: بأنه أي التنوين المحكي تنوين الصرف أي تنوين التمكين، وقوله لأن الذي كان قبل التسمية يحكى بعدها أي والذي قبل التسمية تنوين تمكين فيكون الحاصل بالحكاية بعد التسمية تنوين تمكين، وحينئذ فلا وجه لجعل تنوين الحكاية زائداً وقد يقال لا نسلم أن تنوين الحكاية تنوين تمكين لأنك إذا سمت رجلاً بعاقلة لبيبة اجتمع العلمية والتأنيث وتنوين التمكين لا يجامعها فالحق أن تنوين الحكاية للتمكين، وإن كان المحكي للتمكين ونظير هذا قولك من زيدا في حكاية من قال ضربت زيداً فالفتحة على الدال في لفظ من حكيت لفظه حركة إعراب، وأما في لفظك فليست إعراب وإلا لزم نصب خبر المبتدأ بلا ناسخ، وإنما هي حركة حكيت بصورة الحركة الإعرابية، والحاصل أن حكاية الصرف ليست صرفاً كما أن حكاية الإعراب ليست إعراباً قوله: (خلافاً للمازني) أي: القائل إنها حرف فالفاعل عنده قوله: (خلافاً لمن زعم الخ) هذا مقابل قوله في لغة، وذلك أن كون قوم يلتزمون الإبدال أو تأخير المبتدأ بعيد إنما التأويل إذا وقعت فلتة من غيرهم.
  قوله: (خلافاً لمن زعم أنها اسم) أي: لأن هذا التخريج إنما يكون لو جاء هذا الكلام في غير لغة هؤلاء القوم، وأما في لغتهم فلا تخريج أصلا قوله: (وتلحق قبل ياء المتكلم) أي: وجوباً وجوازاً، فالوجوب في الفعل واسم الفعل ومني وعني وما عداه فهو جائز هذا ظاهر المصنف. قوله: (المنتصبة) أي: الكائنة في محل نصب وفي نصب وفي نسخة المتصلة. قوله: (أو جامداً نحو عساني الخ) فلا يعترض هذا بأن نون الوقاية إنما تدخل في الفعل لتقي آخره من الكسر، وذلك لا يتأتى في الفعل الذي آخره ألف فهلا قالوا عساي وما خلاي مثلاً بغير نون، والجواب أنهم فعلوا ذلك إجراء لباب الفعل على وتيرة واحدة أو محلاً للفرع على الأصل؛ لأن أصل الفعل هو الصحيح اللام وهو إذا لم تجلب له نون الوقاية دخله الكسر فحمل عليه ما لم يدخله الكسر مع عدم النون. قوله: (إذ ذهب القوم الكرام الخ) صدره: