فضرورة، ونحو: {تَأْمُرُونِّي}⁣[الزمر: ٦٤] يجوز فيه الفك، والإدغام، والنطق بنون واحدة، وقد قُراء بهنَّ في السبعة وعلى الأخيرة فقيل: النون الباقية نون الرفع، وقيل: نون الوقاية، وهو الصحيح.

  الثاني: اسم الفعل، نحو: «دَرَاكنِي» و «تَرَاكِنِي»، و «عَلَيْكَنِي» بمعنى «أدركني» و «أتركني، و «الزمني». الثالث: الحرف، نحو: «إنني» وهي جائزة الحذف مع «إِنَّ» و «أَنَّ» و «لكنَّ» و «كأنَّ»، وغالبة الحذف مع «لعلَّ»، وقليلتُهُ مع «ليت».

  وتلحق أيضاً قبل الياء المخفوضة بـ «من» و «عَنْ» إلا في الضرورة،

  عددت قومي كعديد الطيس

  والطيس هو الكثير من الرمل قوله: (ليسنى) أي: فهو فعل جامد ولم تلحقه نون الوقاية قبل ياء المتكلم. قوله: (يجوز فيه الفك والإدغام) أي: وعليهما فتأمرون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والنون الثانية للوقاية والباء مفعول قوله: (فقيل النون الباقية نون الرفع) هذا قول الجوولي ووجه أن الثقل جاء من نون الوقاية لا من نون الإعراب لأنها واقعة أولاً فيحذف ما حدث فيه الثقل. قوله: (وقيل نون الوقاية) هو قول سيبويه. قوله: (وهو الصحيح) أي: لأن النون الرفع وإن سبقت عهد حذفها في الجملة عند الناصب والجازم فحذفها مألوف بخلاف نون الوقاية وما عهد حذفه أولى بالحذف من غيره. قوله: (اسم الفعل) ظاهر هذا الكلام أنه لا بد من نون الوقاية مع اسم الفعل ونص الرضى على خلافه، فقال ويجوز إلحاقها أسماء الأفعال لأدائها معنى الفعل ويجوز تركها أيضاً لأنها ليست أفعالاً أصلاً في الأصل اهـ دماميني. قوله: (الحرف) المراد إن وأخواتها. قوله: (وغالبه الحذف مع لعل) نحو لعلي أبلغ الأسباب لعلي آتيكم منها بقبس ومن ثبوتها قوله:

  فقلت أعبراني القوم لعلني ... أخط بها قبر الأبيض ماجدِ

  قوله: (وقليلته مع ليت) أي: وقليلة الحذف وظاهره أن محذف مع ليت جائز بقلة نظماً ونثراً وهو قول الفراء ونص سيبويه على أن الحذف مع ليت ضرورة وهو ظاهر كما في المفصل، ومثال الحذف قول زيد الخيل:

  كمنية جابر إذ قال ليتي ... أصادفه وأفقد بعض مالي

  قوله: (وتلحق أيضاً) أي: وتلحق وجوباً نون الوقاية ياء المتكلم المخفوضة. قوله: (إلا في الضرورة) مثال عدم اللحاق فيها للضرورة قول الشاعر:

  أيها السائل عنهم وعني ... لست من قيس ولا قيس مني

  وهذا بيت واحد مقفى من بحر الرمل.