حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· الهاء المفردة

صفحة 316 - الجزء 2

- حرف الهاء -

  · الهاء المفردة - على خمسة أوجه:

  أحدها: أن تكون ضميراً للغائب، وتستعمل في مَوْضِعَي الجرّ والنصب، نحو: {قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ}⁣[الكهف: ٣٧].

  والثاني: أن تكون حرفاً للغيبة، وهي الهاء في «إيّاه» فالحق أنها حرف لمجرد معنى الغيبة، وأن الضمير «إيَّا» وحدها.

  والثالث: هاء السكت، وهي اللاحقة لبيان حركة أو حرفٍ، نحو: {مَا هِيَهْ ١٠}⁣[القارعة: ١٠]، ونحو: «هاهُنَاهُ، ووَازَيْدَاه» وأصلها أن يوقف عليها، وربما وصلت بنية الوقف.

  والرابع: المبدلة من همزة الاستفهام، كقوله [من الكامل]:


حرف الهاء

  قوله: (الهاء المفردة) أي: التي لم يتصل بها ألف ولا واو نحو له وبه وفيه وإياه. قوله: (أن تكون ضميراً) أي: فالضمير الهاء والواو مقوية للحركة، وقال الزجاج مجموعهما هو الضمير وهذه الواو إنما تكون إذا وقعت الهاء بعد متحرك نحو قال له صاحبه، أما إن وقعت بعد ساكن معتل فالمختار فيه اختلاس الحركة نحو فيه وعليه، وكذا إن كان صحيحاً على الأصح نحو منه وعنه وقرأ ابن كثير بإشباع فيهما، وكذا حفص في قوله تعالى فيه مهاناً. قوله: (للغائب) أي: دالاً على ذات الغائب. قوله: (قال له صاحبه وهو يحاوره) أي: فالأول مجرور باللام والثاني بالإضافة والثالث مفعول. قوله: (للغيبة) أي: حرف يؤتى به ليدل على غيبة مرجع الضمير الذي هو إيا وهذا بناء على أن الضمير إيا وحدها. قوله: (وأصلها) أي: هاء السكت أي الغالب أن يوقف عليها. قوله: (لبيان حركة) أي: لأنه لو وقف بدون الهاء لحذفت الحركة، وأما الحرف فلعل المراد ببيانه امتداده لسكون الهاء والمراد بنحوها ما كان ألف الندبة فربما توهم مع حذفها أن الألف مبتدلة من تنوين مثلاً قوله: (نحو ماهية) أراد بنحوها ما كان محركاً بحركة غير إعرابية ولا شبيهة بها فلا تتصل بنحو لا رجل لأن حركته وإن لم تكن إعرابية إلا أنها شبيهة بالإعراب من حيث العروض وكذا المبني لفظه عنه الإضافة كقبل وبعد. قوله: (وربما وصلت بنية الوقف) أي: يؤتى بها في الوصل كحالها في الوقف أي بأن ينطق بها ساكنة لكن توصل الكلام بعضه ببعض ولا تقف في الكون إنما هو بنية الوقف عليها.