٥٦٠ - وَأَتَى صَوَاحِبُهَا فَقُلْنَ: هَذا الذِي ... مَنَحَ الْمَوَدَّةَ غَيْرَنَا وَجَفَانَا؟

  والتحقيق أن لا تُعد هذه؛ لأنها ليست بأصلية، على أن بعضهم زعم أن الأصل «هذا» فحذفت الألف.

  والخامس: هاء التأنيث، نحو: «رَحْمَهُ» في الوقف، وهو قول الكوفيين، زعموا أنها الأصل، وأن التاء في الوصل بدل منها، وعكس ذلك البصريون، والتحقيق أن لا تعد ولو قلنا بقول الكوفيين، لأنها جزء كلمة لا كلمة.

  ***

  قوله: (وأتى صواحبها الخ) يحتمل أن يكون صواحبها مرفوعاً على أنه فاعل يأتي ويحتمل أن يكون منصوباً على أنه مفعول به والفاعل ضمير يعود على الشخص المحدث عنه بهذه القصة، ومنح: أعطى ومضارعه يمنح ويمنح بالفتح والكسر، والمودة مفعول ثانٍ قدم لأن ذكره أهم وغيرنا مفعول أول وجفانا هجرنا وترك مودتنا. قوله: (هذا الذي) أي: فالأصل إذا الذي قوله: (أن لا تعد هذه) أي: الهاء الموجودة هنا من إقسام الهاء المفردة لأنها ليست بأصل بل مبدلة والكلام في المفردة أصالة وقد يقال إن المصنف قد ذكر في حرف الألف مجيء أل للاستفهام وهمزية بدل من الهاء الأصلية فيرد على اهـ دماميني. قوله: (لأنها ليست بأصل) أي: بل هي مبدلة الهمزة التي للاستفهام. قوله: (إن الأصل هذا) أي: فالهاء للتنبيه داخلة على اسم الإشارة، وقوله فحذفت الألف أي الواقعة بعد الهاء وقبل اسم الإشارة قوله: (زعموا أنها) أي: الهاء قوله: (وعكس ذلك البصريون) أي: لأن الأصل في الكلام عدم الوقف فأبدلت التاء في الوقف هاء فالتاء أصل والهاء فرع لأن الوصل أصل بالنسبة للوقف قوله: (أن لا تعد) أي: هاء التأنيث من أقسام الهاء المفردة. قوله: (لأنها جز كلمة) نص الرضى على أن هاء التأنيث كلمة ركبت مع ما دخلت عليه فصار لشدة الامتزاج كلمة واحدة ومثلها ياء النسب.

٥٦٦ - التخريج: البيت لجميل بثينة في (ديوانه ص ١٩٦؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٥٠ (ذ)؛ وبلا نسبة في الجنى الداني الأدب ص ١٥٣؛ وجواهر الأدب ص ٣٣٤؛ ورصف المباني ص ٤٠٣؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٥٤؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ٢٢٤؛ وشرح شواهد الشافية ص ٤٧٧؛ وشرح المفصل ١٠/ ٤٢، ٤٣؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٨٠ (ها)؛ والمحتسب ١/ ١٨١؛ والمقرب ٢/ ١٧٩؛ والممتع في التصريف ١/ ٤٠٠).

اللغة: صواحب جمع صاحبة جفانا: أعرض عنا وقاطعنا.

المعنى: جاءه صواحب حبيبته فقلن مشيرات إليه ومستفهمات عنه أهذا الذي أعطى المحبة غيرنا، وترك مودتنا، ولم يلتفت إلينا ولم يف بالعهد أي بئس المحب وبئس ما فعل.