حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

· (ها) على ثلاثة أوجه:

صفحة 318 - الجزء 2

· (ها) على ثلاثة أوجه:

  أحدها: أن تكون اسماً لفعل، وهو «خُذ» ويجوز مد ألفها، ويستعملان بكاف الخطاب وبدونها، ويجوز في الممدودة أن يُسْتَغنى عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف؛ فيقال: «هَاءَ» للمذكر بالفتح، و «ها» للمؤنث بالكسر، و «هأوُمَا»، و «هاؤُنَّ»، و «هاؤُمْ»، ومنه: {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ}⁣[الحاقة: ١٩].

  والثاني: أن تكون ضميراً للمؤنث، فتُستعمل مجرورة الموضع ومنصوبته، نحو: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨}⁣[الشمس: ٨].

  والثالث: أن تكون للتنبيه، فتدخل على أربعة:

  أحدها: الإشارة غير المختصة بالبعيد نحو «هذا»، بخلاف «ثُمَّ» و «هَنَّا» بالتشديد و «هنالك».

  والثاني: ضمير الرفع المخبر عنه باسم إشارة، نحو: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ}⁣[آل عمران: ١١٩] وقيل: إنما كانت داخلة على الإشارة فقدمت، فرُدَّ بنحو: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ}⁣[آل عمران: ٦٦]، فأجيب بأنها أُعيدت توكيداً.


  (ها) قوله: (ويجوز مد ألفها) أي: مداً متصلاً كما أن فيما إن مكناكم فيه منفصل، وقوله ويجوز أي يجوز ذلك كما يجوز القصر فتقولها وهاء زيداً، وقوله ويستعملان أي المقصورة والممدودة فتقول هاك وهاك فهذه أربع لغات قوله: (وهاؤما) أي: للمثنى مذكراً أو مؤنثاً قوله: (وهاؤم) أي: لجمع المذكر فهاء اسم فعل وم حرف دال على جماعة الذكور، وكذا يقال في الباقي قوله: (وهاؤن) أي: بتشديد نون النسوة العلامة كضر بكن. قوله: (فتدخل على أربعة) حكى الزمخشري في المفصل أنه يقال هاء إن زيداً منطلق وها أفعل كذا وهذا ليس شيئاً من الأربعة التي ذكرها المصنف، لكن قال الرضى لم أعثر لذلك على شاهد وهو عجيب فإن الزمخشري أنشد في المفصل قول النابغة:

  ها إن تاعذرة إن تكن قبلت ... فإن صاحبها قد تاه في البلد

  وهذا شد على دخولها على الجملة الاسمية مثل ها زيداً منطلق إلا أن المسند إليه في البيت اسم إشارة فلعل الرضى يقول إن هذا لا يصلح شاهد الدخول لها على الاسمية الخالية من اسم الإشارة تأمله والعذرة بكسر العين المهملة نوع من الاعتذار وتاه ذهب متحيراً اهـ دماميني قوله: (بخلاف ثم وهنا) الدال على التشديد في النون وأما الهاء فيجوز فتحها وضمها قوله: (بالتشديد) أي: فلا يقول هائم وهاهنا ولا هاهنالك لأنها كلها للبعيد. قوله: (فرد بنحوها أنتم) أي: فإنه لو كانت ها الداخلة على الضمير المرفوع داخلة في الأصل على اسم الإشارة للزوم أن اسم الإشارة دخل عليه ها إن وهو لا يصح.