حاشية الدسوقي على مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

محمد بن أحمد الدسوقي (المتوفى: 1230 هـ)

(هل): حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي

صفحة 319 - الجزء 2

  والثالث: نعتُ «أي» في النداء، نحو: «يا أيها الرَّجُلُ»، وهي في هذا واجبة للتنبيه على أنه المقصود بالنداء؛ قيل: وللتعويض عما تضاف إليه «أي»، ويجوز في هذه، في لغة بني أسد، أن تُحْذَفَ ألفُها، وأن تُضم هاؤها إتباعاً، وعليه قراءة ابن عامر {أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ}⁣[النور: ٣١]، {أَيُّهَ الثَّقَلَانِ ٣١}⁣[الرحمن: ٣١]، {أَيُّهَ السَّاحِرُ}⁣[الزخرف: ٤٩]، بضم الهاء في الوصل.

  والرابع: اسم الله تعالى في القَسَم عند حذف الحرف، يقال: «ها الله» بقطع الهمزة ووصلها، وكلاهما مع إثبات ألف «ها» وحذفها.

  ***

  (هل): حرف موضوع لطلب التصديق الإيجابي، دون التصور، ودون التصديق السلبي، فيمتنع نحو: «هَلْ زَيْداً ضَرَبْتَ» لأنّ تقديم الاسم يُشعر بحصول التصديق


  قوله: (نعت أي في النداء) أي: فأي منادى مبني على الضم والهاء للتنبيه والرجل نعت أي وقوله واجبة للتنبيه على أنه المقصود بالنداء أي فالمقصود بالنداء إنما هو النعت لا أي ولكن لما كان لا يمكن مناداته لما فيه من الجمع بين يا وأل أتى بأي توصلاً لندائه. قوله: (يا أيها الرجل) قال الأخفش الرجل ليس نعت لأي بل هو خبر لمحذوف وأي موصولة والجملة صلة ووجب حذف هذا المتبدأ لمناسبة التخفيف للمنادى كذا في الرضى ونقله ملا علي قاري والأشموني عنه وزاد الأشموني وعن ابن كيسان والكوفيين أن اسم الإشارة مقدر بعد الهاء.

  قوله: (قيل وللتعريض) أي: أن الهاء تدخل على نعت أي في النداء للتنبيه وللتعويض فهي للأمرين قوله: (وأن تضم هاؤها) هذا هو محط الجواز، وأما حذف الألف فهو واجب اتفاقاً للساكنين، وقوله إتباعاً أي لضمة أي. قوله: (بضم الهاء في الوصل) أي: وأما في الوقف فتسكن الهاء ولا تضم قوله: (عند حذف الحرف) أي: حرف القسم أعني الواو والباء والتاء، فإذا حذفت الحرف أتيت بالهاء وظاهر كلام الشيخ خالد في شرح الآجرومية أن الهاء هنا حرف قسم وأنها بدل من التاء وهو أولى لسلامته من حذف الجار وإبقاء عمله وإن كان ما ذكره المصنف أولى لأن الأليق بالحروف عدم التصرف. قوله: (بقطع الهمزة) أي: بأن تقولها الله أو هالله وقوله ووصلها أي بأن تقول ها الله أو تقول هالله هذه. الأربعة أحوال.

  (هل) قوله: (التصديق الإيجابي) أي: طلب إدراك وقوع النسبة أو لا وقوعها. قوله: (ودون التصديق السلبي) يعني إنها لا تدخل على سلب فلا ينافي أنها عند دخولها على الإيجاب لطلب التصديق مطلقاً إذ يصح جوابها بالنفي بلا مثلاً تدبر فإن هنا وهمانية عليه المحلي في «شرح جمع الجوامع». قوله: (يشعر بحصول التصديق) أي: فهو عالم